الرئيس القائد صدام حسين يستقبل نائب وزير خارجية جنوب افريقيا

بغداد 10/2/2003

استقبل السيد الرئيس صدام حسين السيد عزيز باهاد نائب وزير خارجية جنوب افريقيا 00مبعوثا لسيادته من رئيس جنوب افريقيا السيد تابو امبيكى 0

ونقل السيد باهاد خلال المقابلة للسيد الرئيس رسالة خطية من السيد تابو امبيكى رئيس جمهورية جنوب افريقيا تخص العلاقات الثنائية وافاق تطويرها وتنميتها بين العراق وجنوب افريقيا اضافة للقضايا ذات الاهتمام المشترك 0

كما ضمنها تحياته وتحيات رئيس جنوب افريقيا السابق لسيادته / سلمه الله/ وتمنياته له بالصحة ولشعب العراق بالتقدم والازدهار 0

وعبر السيد عزيز باهاد عن سعادته بزيارة العراق وتشرفه بلقاء السيد الرئيس مؤكدا تضامن جنوب افريقيا الكامل والتام مع العراق وتأييدها لمواقفه ومناهضتها للحرب التى تلوح بشنها الادارة الامريكية ضد العراق وشعبه 00 ومشيرا الى ان بلاده سوف تواصل جهودها ومساعيها في كل المحافل الدولية لدعم موقف العراق ومساندته 0

ورحب السيد الرئيس بضيفه الكريم وحمله تحياته وسلامه للرئيس تابو امبيكى متمنيا له ولشعب جنوب افريقيا التطور والرقى والاستقرار الدائم 0

وتحدث السيد الرئيس عن موضوع المفتشين وموقف العراق من الادعاءات والمطالب الامريكية التى تهدف للنيل من العراق وشعبه ومقدساته 00قال سبق ان طلب منا الاصدقاء والاشقاء الموافقة على عودة مفتشى الاسلحة الى العراق لكى نسقط الذرائع الامريكية 00 ورغم ان ما يسمونها اسلحة دمار شامل غير موجودة في العراق 00 فقد وافقنا على عودتهم تلبية لتك الطلبات لكى ننزع هذه الذريعة من امريكا 00 ثم جاء المفتشون وها هم يفتشون يوميا اماكن ومواقع اكثر مما فتشوه في السابق ومع ذلك لم يجدوا شيئا 00 فما هى الحجج التى علينا ان ننتزعها لاقناع امريكا بعدم شن الحرب 0

عندما لا تمتلك دولة اسلحة دمار شامل وتقول ذلك وتسمح لمفتشى الامم المتحدة بان يأتوا ويفتشوا حتى بيوت المواطنين 00 فما هو المطلوب منها على وجه التحديد لكى تنتزع الذرائع والحجج التى تقيمها امريكا للعدوان 0

ان الموضوع هنا في العراق ليس موضوعا فنيا بل يتعلق بالنوايا المسبقة فالامريكان يريدون الهجوم العسكرى على العراق 00 ولذلك يبحثون عن اغطية لعملهم هذا واخترعوا قصة عودة المفتشين رغم تأكدهم من ان العراق ليس فيه اسلحة دمار شامل وعندما قلنا للمفتشين عودوا للعراق طبقا لرغبة الدول الصديقة والشقيقة لكى نكشف كذب امريكا ونثبت ان العراق خال من اسلحة الدمار الشامل فان العالم بدلا من ان ينشغل بسؤال محدد يوجهه لامريكا وبدلا من ان يقول لها لقد كذبتم علينا اننشغل باشياء جزئية منها ما يسمى بموضوع الطائرة / يو تو /0

ان اصل موضوع هذه الطائرة هو ان الامم المتحدة طلبت منا استخدامها مع الطائرات السمتية لتسهيل مهمة التفتيش والكشف في الصحارى ولان المعامل والمنشآت ليست في الصحراء وانما في المدن فقد رفضنا استخدام هذه الطائرات وطلبوا السماح باستخدام الطائرات السمتية لمدة ثلاثة اسابيع ووافقنا على استخدامها لمدة اسبوعين الا ان الاسابيع الثلاثة مضت ومازالوا يستخدمونها حتى الان بل ويريدون الان ان يضيفوا اليها طائرات / يو تو / 0

ان المعضلة في استخدام طائرات / يو تو / هى ان العالم لم يسأل امريكا لماذا لا تطبقون قرارات مجلس الامن فامريكا تشن علينا الهجوم والعدوان يوميا وتتحدث عن شن الحرب علينا بينما هذه الحرب واقعة فعلا فقد لا تعرفون ان هناك احتمال ان تكون هناك مواجهة تجرى الان ونحن نتحدث اليكم بين الطائرات الامريكية ودفاعاتنا الجوية اذن فالحرب قائمة وما تتحدث عنه امريكا هو شن حرب بحجم اكبر اى زيادة قواتها المسلحة عن الاعداد الحالية واذا كان البلدان يشتركان في قتال يومى فكيف يمكن ان نسمح لطائرات / يو تو / بان تحلق في اجوائنا لتصور دفاعاتنا الجوية وتقدم معلومات عنها بهدف تدميرها وهل تقبلون ان تكونوا في حالة اشتباك وقتال مع دولة وتسمحون لطائراتها بالتجسس عليكم 0

اذن السؤال الذى تحتاجون ان توجهوه لامريكا هو 00 لماذا لا تحترم امريكا قرارات مجلس الامن التى تنص على احترام سيادة العراق 00 فامريكا وبريطانيا يعملان بقرار منفرد على انتهاك سيادة العراق والعدوان عليه ورغم ذلك يريدان استخداما مجانيا لطائرات تجسسهم في العدوان علينا باشراك طائرات / يو تو / في عمل مفتشى الامم المتحدة 00 رغم ما يعنيه ذلك من عدوان علينا اذ ان ذلك يعنى ان نمنع ابناء شعبنا الذين اصبحوا مسلحين بالكامل لمواجهة العدوان بان نقول لهم لا تطلقوا النار على الطائرات التى تغير عليكم في حين ان بامكان المفتشين ان يواصلوا عملهم كما يفعلون حاليا بسياراتهم وطائراتهم السمتية التى تجوب انحاء العراق من شماله الى جنوبه فما ضرورة استخدام طائرات / يو تو/ ان الدولة العظمى بامكانها ان تجد الغطاء والاعذار لاى عدوان تريده 0

لقد قلنا للسيدين هانز بليكس ومحمد البرادعى ونقول لكم الان انهم اذا كانوا بحاجة فعلية لطائرات / يو تو / في اعمال التفتيش فعليهم ان يطلبوا من امريكا وبريطانيا ان تتوقفا عن الهجوم على العراق او ان لا يهاجما العراق لزمن محدد تستخدم اثناءه هذه الطائرات ويكون بامكانها ان تجوب سماء العراق لتصور ما تشاء ولكن يجب ان لا تكون هناك حالة حرب بيننا لزمن محدد تسحب بعده هذه الطائرات 00 هل باستطاعة الامم المتحدة ان تقول لامريكا وبريطانيا لا تهاجما العراق والتزما بالقانون الدولى وبالقرارين 687 و1441 اللذين استصدرتهما هاتان الدولتان وينص كلاهما على احترام سيادة العراق لكنهما يخرقان هذه السيادة 0

اعتقد ان مثل هذا السؤال وهذا الضغط يجب ان يوجه لامريكا وبريطانيا وليس للعراق ثم على اى اساس عمل ويعمل المفتشون في العراق منذ ثلاثة اشهر اذا كان القصد هو التفتيش عن الاسلحة فلديهم الوسائل الكافية لذلك 00 ليتأكدوا هل ان العراق لديه اسلحة دمار شامل ام لا واعتقد انهم تأكدوا الان من ان العراق خال من هذه الاسلحة 0

اذن 00 هم يستطيعون ان يستثمروا الزمن الذى يحتاجونه باستخدام نفس الوسائل ليقولوا بعدها هل لدى العراق اسلحة دمار شامل ام لا اما اذا وجد العالم عدا امريكا ان طائرة / يو تو / مهمة لاجراء المزيد من المسح الجوى والاستكشاف فعليه ان يقول لامريكا وبريطانيا ان لايطلقا النار علينا والا سيكون طلبهم هذا طلب استسلام العراق للقوة العسكرية الامريكية 00 لان قولنا لدفاعاتنا الجوية ان لا تفتح النار على الطائرات المغيرة يعنى الاستسلام لامريكا وبريطانيا وهذا امر غير مقبول ولا اعتقد ان أى دولة مستقلة وتحترم نفسها يمكن ان تقبل به 0

واذا كان قصد السيدين هانز بليكس ومحمد البرادعى الانابة عن الامم المتحدة حقا للتأكد من ان العراق خال من اسلحة الدمار الشامل فهذا شىء اما اذا جاءا تحت هذا الغطاء لكى يسهلا مهمة تنفيذ ما تريده امريكا فهذا شىء اخر وهذا هو السؤال المطروح الان على السيدين هانز بليكس ومحمد البرادعى وهذا امتحان مهم لهما ليقولا هل ان العراق خال من اسلحة الدمار الشامل ام لا وليبرهنا على أى شك يقولونه اذ ان العراق قد برهن على انه خال من هذه الاسلحة بمجرد موافقته على عودة المفتشين وبمجرد انقضاء ثلاثة اشهر من اعمال التفتيش في العراق والتى شملت كل مكان حتى المزارع وبيوت المواطنين مما اكد خلو العراق من هذه الاسلحة وانا اعتقد ان الصورة اصبحت واضحة للعالم كله الان 0

أليس من الغريب ترك الامور الرئيسية والانشغال يوميا بمسائل فرعية تحل محل الامور الاساسية وهكذا كان الامر منذ عام 1991 عندما وافقنا على مجئ فرق التفتيش وأود ان اقول لك من باب التذكير فقط ان الامريكان اعتدوا علينا اربع مرات قصفوا فيها بغداد والمعامل والمواقع التى كان المفتشون قد زاروها قبل عام 1998 وكان المفتشون يعملون خلال كل هذه الفترة بشكل طبيعى اذن كان القصد هو التدمير وتأخير فرصة العراق في النمو والتأثير على ارادته السياسية

وليس تدمير الاسلحة لاننا واثقون من انهم متأكدون من ان العراق خال من اسلحة الدمار الشامل وهذه هى الحقيقة الناصعة 0

بلغ الاخ الرئيس تابو امبيكى والمسؤولون في جنوب افريقيا سلامى وتحياتى واكد لهم ان الامريكان لن ينجحوا في العراق ان شاء الله وربما ينجحون في التدمير لكنهم لن يحققوا الاهداف التى يسعون اليها 0

وحضر المقابلة السيد طارق عزيز نائب رئيس مجلس الوزراء 0