الرئيس صدام حسين يرأس الجلسة الثالثة والعشرين لمجلس الوزراء ويوجه سيادته رسالة تتعلق بكيفية النهوض بالبلاد

بغداد 26 ايار 2002

رأس السيد الرئيس صدام حسين الجلسة الثالثة والعشرين لمجلس الوزراء

وناقش المجلس بشكل مبدئى رسالة للسيد الرئيس وجهها للسادة الوزراء تتعلق بكيفية النهوض بالبلاد فى كل مجالات الحياة خلال السنوات العشر القادمة 00

وفى مايأتى نص الرسالة0

أيها الرفاق والاخوة0

السلام عليكم

أبدأ رسالتي اليكم 00وما أردت ان أضعه أمامكم لنبدأ منه حوارا خاصا يتصل بما نراه واجبا علينا أمام شعبنا بعد الله وحبا به بعد خالقنا سبحانه والتساؤل كيف 00 وبأى مقياس ترجح كفة ووزن هذا الشعب أو ذاك على سواه 00 بل هل ثمة مقياس على وفق هذا التعميم نقيس به ألارجحية والاوزان والاثقال لنكون أمام مقياس واحد 0

والجواب أذا أردنا ألاختصار نعم 00 ولا 00 نعم أذا أنطلقنا من الجانب ألانسانى على وفق مانؤمن ولكن هذا يبقى قياسنا متفردا ولو كان ما نريده هو الجواب على أختيار طريقنا العقائدى فى هذا وما نوءمن به فحسب لما همنا ان ينتقد التفرد فينا حتى ينتابه ألاعياء ولكن ما نريد الجواب عليه والوصول اليه غير هذا00 ولذلك نقول أذا ما نظرنا الى عالم اليوم بأنه أمم مختلف الوانها منها ما هو متشابه وغير متشابه فى تأريخها وثقافاتها ومواقعها فى الكرة ألارضية ومستوى تطورها العلمى والتقنى وجذورها فى ألارض والحياة ونعنى بذلك عمرها فى الزمن وعمق جذورها فى التأريخ وادوارها وتأثيرها فى / الحضارة والتأريخ الانسانيين/ لاصبح الجواب فى أتجاه لابد ان يأخذ بنظر ألاعتبار كل هذا ليس بقصد أرضاء من لايرضيه ألا ضعف واضعاف ألاخرين أو التلاؤم معه بغض النظر عن تعارض الباطل مع الحق وانما أستخراج القياس المناسب من غير ان يكون قصدنا تغيير كل هذا أو أستبدال ما نؤمن وما يوءمن به شعبنا بما هو مستورد أو مفروض من الخارج 0

ومنذ ان أنشأ الله الخلق والاكوان نشأت مع هذا قياسات لاوزان الناس ومنذ ان تبلورت ونشأت ألامم والشعوب نشأت لها أوزان وقياسات وعليها حسبت ألارجحيات بل حتى مع الحياة البدائية وقبل ان تتكون الشعوب والامم كانت هناك قياسات للاوزان منها تعرف ألارجحية 00فعلى مستوى النبات تحسب قيمة وارجحية واوزان النباتات والاشجار مقارنة بغيرها بقدر مايفيد ألانسان وحيواناته فى الغذاء أولا واذا ماتعدى ألامر هذا الى شؤون أخرى فأن النباتات والاشجار تحسب على أساس صلابة عودها وطول أغصانها ومستوى ماتوفره من ظل والزمن الذى تعيشه ومستوى الرعاية التى تحتاجها من ألانسان لتكون على وصفها وعمق جذورها لتحقق الديمومة ألاطول 00الخ وهكذا تقاس الحيوانات 00 وعليها سمى ألاسد ملك الغاب ليس لانه ألاقوى بين الحيوانات على ألاطلاق وليس لانه ألاكثر شراهة فى ألافتراس أذ ان الذئب مثلا أكثر منه شراهة فى ألافتراس وانما بسبب تميز خلقة ألاسد وقدرته على الحصول على قوته وترفعه عن الجيف وقدرته على فرض /أحترام / الحيوانات لعرينه وحتى حماه بالاضافة الى قلة أعداده بل حتى النجوم ميزت على أساس ما يراه النظر ومايفيد ألانسان فى سفره وترحاله فى الليل أو مايستدل به لمعرفة ألاتجاه وميز الماس على أساس جماله وصلابته وندرته وميزت ألارض على أساس خصوبتها وعلى هذا القياس تفضل ألارض المستوية على ألارض الجبلية بوجه عام أما فى الحروب فأن ألارض الحيوية هى ألاكثر وعورة وارتفاعا واما على مستوى ما علم الله ألانسان عن طريق ألانبياء والرسل فأن أهم قياس هو ألايمان والحكمة وضمنهما القدرة والتأثير00 علم أدم ألاسماء كلها ومنح ألانبياء الكتاب والحكمة 0

ومن اجل ان لاتتشعب علينا الدروب نعود لنقول ان اوزان الدول وشعوبها بالقياس العام لما نراه انما تحسب على اساس الدور الانسانى المقبول لكل منها وتأثيرها فى الاخرين وقدرتها على الدفاع عن نفسها بامكاناتها الذاتية ومستوى قدرتها وقيمة ساعة عملها او يومها ومن ذلك مستوى تطورها الاقتصادى والعلمى والثقافى وعمق جذرها ليعطى انطباعا عن ديمومتها ونوع سلوكها وما اذا كان اساس عوامل التطور ثابتا او معرضا للاهتراء والتغير ومستوى وحدة شعبها ومدى تمسكه بدوره على اساس ذلك 0

ومن هذة المقدمة المختصرة جدا لموضوعكبير واساس اعود لاقولان واجبنا هوان نقود شعبنا ونوءثر فى امتنا ومعهما وفيهما نوءثر فى الانسانية تأثيرا ايجابيا يرتقى بوزن شعبنا وامتنا فى كل ميادين الحياة التى اشرنا اليها وكل مايمنحها تألقا بقدر عمق ايماننا وثقافتنا وفهمنا لدورنا الوطنى والقومى والايمانى وبما يجعل الازدهار حقيقة عميقة فى كل فروع الحياة والمعرفة وميادينهما ويحصن شعبنا وحماه امام اطماع الاجنبى وعاديات الدهر 0

فكيف 00 وما هى الاهداف المرحلية التى نضعها للسنوات العشرة القادمة لنرتقى بكل هذا على اساس الاوزان والقياسات الانسانية غير المرفوضة فى شوءون الاقتصاد والعلم والتقنية مثلا 00 وماهى القياسات الاخرى التى تخصنا فى الشوءون الاخرى ايضا 00 وبوجه عام كيف نرتقى بشعبنا فى كل هذا ضعف ماهو عليه الان كحد ادنى او ضعفين ما هو عليه الان او اكثر 00 وفى الاقتصاد كيف نجعل فائض قيمة انتاجنا وخدماتنا مقارنة بمواردنا من النفط على اساس اسعار النفط الان مرتين بقدر قيمة مواردنا من النفط الان اواربع اوخمس مرات او اكثر 0

على كل وزير بما يعنيه ان يجيب ويحدد المستلزمات فى ضوء مايتراءى له من تطور الحال منطلقا بالاساس من القياس العام لامكانيات الحاضر بالوصف الواقعى الذى يعرفه ويراه 00 ليصار الى مناقشة واسعة تعطى الموضوع حيوية اكثر 00 من خلال مفرداته الواقعية المتطلعة الى الامام بروح موءمنة وثورية 00 ومن يتكل على الله ويعمل على ارضائه سبحانه ويرهن النفس والنفيس لهذا ومن اجل خدمة شعبه وامته لن يخيب مسعاه 0

والله اكبر 00

الله اكبر 00

صدام حسين

في الثالث عشر من ربيع الاول / 1423 للهجرة

الموافق للخامس والعشرين من ايار / 2002 للميلاد


الرجوع الى الصفحة الرئيسية