الرئيس القائد صدام حسين يستقبل وفد العشائر الاردنية للتضامن مع العراق

 

بغداد 15/1/2003
استقبل السيد الرئيس القائد صدام حسين وفدا يمثل العشائر الاردنية والعربية في الاردن لمناسبة زيارتهم القطر للتضامن مع العراق ، شعبا وقيادة ، ضد التهديدات الاميركية .ـ

وما ان أطل السيد الرئيس القائد على موقع الاستقبال حتى دوت عاصفة من التصفيق الحار مردفة بالهتافات والاهازيج والقصائد ترحيبا من شيوخ العشائر بمقدم سيادته وتعبيرا عن فرحتهم وغبطتهم وسعادتهم بهذا اللقاء التاريخي الذي جمعهم بشخصية فذة طبعت بانجازاتها ومواقفها القومية الأصيلة بصمات غيرت تاريخ الامة العربية وملأت سفرها المجيد بمعاني العز والنهوض الحضاري والمستقبل المفعم بالأمل والاستقرار والازدهار بعيدا عن تحكم الأجنبي وهيمنته .ـ

كما عبرت الهتافات والقصائد عن سرور الحاضرين وبهجتهم برؤية القائد الرمز والتحدث معه والإصغاء إليه ، وتأكيدهم ان يوم اللقاء هذا ، يوم عيد لهم ولابناء عشائرهم سيبقى محفورا في ذاكرتهم ومغروسا في نفوسهم ما داموا أحياء .ـ

والقى عدد من شيوخ العشائر كلمات حيوا فيها القيادة الحكيمة للسيد الرئيس صدام حسين ومجدوا نضاله ودفاعه عن حقوق الامة العربية وفي مقدمة ذلك حق الشعب الفلسطيني في العيش على أرضه حرا أبيا وأشادوا بوقفته المبدئية الشجاعة ضد المعتدين الأشرار بقيادة الولايات المتحدة الذين يبيتون نيات السؤ ضد شعب العراق مثمنين الصمود الأسطوري لابناء الرافدين وتصديهم البطولي للعدوان الاميركي الصهيوني البريطاني واستعدادهم المطلق لمواجهة التهديدات الاميركية بشموخ وإباء وثقة عالية بالنصر المبين .ـ

ونقل شيوخ العشائر في كلماتهم للسيد الرئيس تحيات وسلام الاهل وابناء العشائر العربية في الاردن وشيوخها واطفالها وأمهات الشهداء الفلسطينيين وشكرهم وامتنانهم لسيادته على مواقفه الأصيلة ورعايته الكريمة لعوائل شهداء الانتفاضة الفلسطينية ، مشددين على ان السيد الرئيس قدوتهم ومثلهم الأعلى في الجهاد والنضال ضد الصهاينة الغزاة لتحرير الارض العربية المغتصبة من براثن المحتلين ، وانهم يفدونه وعراقه الصامد بارواحهم وما يملكون ، لان سيادته فخر لكل العرب ورمز لكرامتهم وعزتهم ، داعين الله ، سبحانه وتعالى ان يحفظ قائد العرب ويعز به الاسلام والمسلمين وان ينصره على أعدائه وأعداء العراق والامة العربية والمسلمين والانسانية جمعاء .ـ

فقد ألقى الشيخ أمين محمد الخزاعلة كلمة وفد العشائر العربية في الاردن جاء فيها:ـ

نحن وفد يمثل القبائل العربية والعشائر الاردنية بكافة فئاتها ، باديتها وحضرها ، حضرنا ورؤوسنا مرفوعة شامخة شموخ نخل العراق العالي يحدونا حب الرئيس القائد المنتصر بالله صدام حسين ولنؤكد وقفتنا الى جانب قيادتكم الملهمة المجاهدة ، يا سيدي يا أبا عدي ، يا أعز الرجال ويا مدرسة الشجاعة العربية ، ان وقوفنا مع شعبنا العراقي الحبيب واجب مقدس لان في اعناقنا نحن الاردنيين دينا هو دين الرجال وليعلم القاصي والداني ان عراقنا العظيم لا يقف وحده في مواجهة قوى الشر والطغيان فاخوته وابناء عمومته من حوله ومعه في معركة المصير والشرف العربي ، نؤكد مرة أخرى اننا بكل امكانياتنا جنود مجندة لك يا سيدي الرئيس القائد المنتصر باذن الله .ـ

ثم القى السيد ناصر العتوم المنسق لرابطة القبائل العربية والافريقية في الاردن والمشرق العربي كلمة قال فيها:ـ

تحية الصباح والورود للقائد العربي الملهم قائد الامة صدام حسين أبو عدي من اخوانك العرب الصادقين الاوفياء من المحيط الى الخليج .. ثم قدم عباءة عربية هدية لسيادته من الرابطة .ـ

وقد شكره السيد الرئيس على هديته مشيدا به وبالرابطة .ـ

بعدها القيت كلمة رابطة القبائل العربية والافريقية على الساحة الفلسطينية داخل الارض المحتلة باسم امهات شهداء فلسطين واطفال الحجارة وشباب الانتفاضة الباسلة نقل فيها السيد الرئيس تحيات الاجلال والاكبار لنصرته المقدسات الاسلامية وفي مقدمتها القدس الشريف وللدعم المادي والمعنوي الذي يقدمه سيادته من اجل تحقيق النصر ولتحرير الارض المغتصبة.ـ

وقد رد السيد الرئيس قائلا :ـ

وعليكم السلام بلغهم جميعا سلامي وأهلا وسهلا ومرحبا بكم .ـ

ووقف الشيخ عبد الرحمن الغويري متضرعا لله تعالى بالدعاء الآتي :ـ

بسم الله الرحمن الرحيم ، وافضل الصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

اللهم بحق اسمك العظيم ونبيك الكريم نسألك أن تحفظ العراق وشعبه وجيشه وان تحميهم من خلفهم ومن أمامهم وعن يمينهم وعن يسارهم ومن فوقهم ومن تحتهم ، اللهم انصر السيد الرئيس صدام حسين القائد المناضل ، اللهم كن له عونا اللهم يا رب ادفع البلاء عن هذا البلد.ـ

وقد عقب سيادته قائلا :ـ

عشت وبارك الله فيك ، حيا الله العرب وحيا الله عرب الاردن ، انكم في بلدكم ولكن لصالح الخطوة الابعد حقا على صاحب المكان بان يرحب به وإلا فان البلد بلدكم وبغداد بغدادكم واهلها اهلكم إلا ما حرم الله ، حياكم الله واهلا بكم .ـ

وتعقيبا على وصف احد الحاضرين بان سيادته عقال على رأس كل العرب الشرفاء وانه دافع بامانة عن شرف الامة وكرامتها ومقدساتها في مناسبات كثيرة .. قال سيادته ، العرب في روحهم وتاريخهم ومعانيهم العالية تاج على رؤوسنا فحياكم الله واهلا بكم .ـ

ثم تفضل السيد الرئيس بحديث مترع بالامل والثقة الكبيرة بقدرات العراقيين وابناء الامة العربية للنهوض بحاضرهم وبناء مستقبلهم متكلين على صاحب القدرة سبحانه وتعالى في ما يأتي نصه:-ـ

ان الحديث معكم واجب ،فقد يقال : كيف يتحمل العراق كل هذه الصعوبات وهو في قياسات الحجوم والتطور التقني والعلمي أقل حجما من اعدائه ؟ وفي قياسات عدد السكان والأقتصاد لا يقارن بعدد سكان واقتصاد اعدائه لان أقتصادهم أكبر وقد سبقونا في التطور .ـ

ان الله سبحانه وتعالى خلق الانسان لا لكي يموت وان كان الموت أحد قوانين الله ايضا ، وانما خلقه ليؤدي دورا ورسالة في الارض ، وعلى اساس هذه المعاني كلف الله سبحانه وتعالى الانبياء والرسل من بين أناس اصطفاهم لهذا الغرض وكان بامكانه سبحانه ان يكلف الملائكة ، ولأن مهمة الاجتهاد اوكلت للانسان فهو معرض لان يخطيء او ان يصيب ، اما الملائكة فلم يكلفوا بمهمة الاجتهاد وانما هم يسبحون بأمر ربهم ويطيعونه .. اذن فقد خلق الانسان لاداء واجبات معينة في الحياة من ضمنها ان يعمر الارض ، ولكن في الوقت نفسه خلق الطمع ضمن قوانين الحياة ايضا وكذلك الغيرة هي الغيرة اذن ليس باستطاعة الانسان ان يحقق كل ما يريده الا عندما يريد الله ذلك وعندما يعصي الشيطان بإمكانه ان يوسوس في صدور من يوسوس في صدورهم فيحرفهم عن الطريق ليصطدموا بالخيرين حتى لو اراد الخيرون الابتعاد عن الاصطدام .ـ

وعلى اساس هذه المفردات الموجزة في شؤون الحياة والدين وقع على العراق الامتحان امام الله وامام الناس ، ولكن المؤمن عندما يمتحن من ربه ويرى ان هذا الامر امتحان عليه ان يكون صبورا وعليه في الوقت نفسه ان يقاتل قتال المؤمنين اذا كان الامر يتطلب القتال ، اذن خلقنا الله لامر من بينه تصحيح المسار ومن بين ذلك رد الظلم وكذلك الطاعة ، وعندما يكون الامر من الله سبحانه وتعالى فأننا نحمد الله عليه اولا وآخرا .. ولكن عندما ينزغ الشيطان في قلوب وعقول من ينزغ في عقولهم فان تصرف الآخرين ضدنا يكون تصرفا لا يرضاه الله وعلى هذا الاساس ينبغي ان نقاومه .ـ

بهذه الروحية تحمل العراق ويتحمل ، لكن إخوانكم العراقيين يعتقدون بانها دورة التاريخ بصيغة او بأخرى وان الاساس فيها هو ارادة الله وان الموقف والتصرف يمليان عليهم ان يعملوا في ميدانهم في العراق كأنهم لا يؤدون واجباتهم فحسب وانما ينوبون عن كل عربي شريف في الوطن العربي ولهذا ترون ان كل عربي عندما يتابع ببساطة تصرف اخوانه في العراق يصل الى هذا ، وسواء من خلال التعامل مع المؤمنين والعرب فنحن لا نتعامل مع العرب على اساس الربح والخسارة ولا على اساس الهوى وانما نتعامل مع العرب على اساس ثوابت بعينها .. فعلينا ان لا ننسى اننا امة واحدة وان كوننا امة واحدة ليس اختراعا بل هو شرف ورثناه ويرتبط بمعان مستقرة في تأريخ الامة وضميرها وعقلها ووجدانها وقد اسس الله سبحانه وتعالى الرسالات التي اوكلها الى اناس من هذه الامة والوطن في جانب منها على هذا المعنى أي انه تعامل مع امة واحدة لها شرف نقل الرسالة الى الامم الاخرى والى الانسانية وعندما يسمى المؤمنون بدين واحد امة فان هذا لا يلغي ان العرب امة واحدة عندما يريد الله ذلك في الايمان والمقومات الاخرى وان كونهم امة واحدة لا يلغي ولا يضعف ايمانهم بل العكس يضع عليهم مسؤولية مضاعفة في الايمان لان على العربي ليس فقط ان يؤمن وانما ان ينقل الرسالة الى الآخرين سواء بالنموذج الذي يحققه في نفسه او في القول الذي يستوجب الامر ان يقوله للآخرين وعلى هذا ترون صبر اخوانكم في العراق وانتم تقلقون من الاخبار التي تسمعونها في الاردن ولكن ترون انكم عندما تصلون الى بغداد لاتجدون احدا يقلق ، لماذا ؟ ليس لانهم لا يعرفون الخطر بل على العكس يعرفون الخطر ويعرفون ماذا يعني كل تصرف لان تجربتهم في القتال طويلة ومن يخوض تجربة قتال طويلة يعرف ماذا يعني القتال.ـ

اذن نحن لا نريد القتال اختيارا ولكن عندما يفرض علينا نقاتل ، ولو اراد الله لهذا الشعب ان يحقق كامل حقوقه من غير قتال فنحمد الله على ذلك ، ولو اراد الله ان يحقق حقوقه بالقتال فنحمد الله على ذلك ايضا.ـ

هل اراد اخواننا في فلسطين القتال من غير سبب ؟ ام انهم ارادوا القتال بعد ان وجدوا ان لا طريق غير القتال يمكن ان يحققوا من خلاله اهدافا مشروعة لهم سواء بالقياس الانساني أي النظرة المجردة لانسانيتهم ولكونهم ناسا خلقهم الله سبحانه وتعالى لهم حقوق كالآخرين ؟ وفي الوقت نفسه اذا نظر اليهم على انهم اصحاب ارض وحق فان حقهم واضح . اذن اضطر الفلسطينيون لان يقاتلوا ومن يضطر للقتال دفاعا عن حقوقه ومقدساته فان الله سبحانه وتعالى يحقق له النصر عندما يستحضر كامل همته وايمانه ليقاتل وينتصر .ـ

وحين رد الحاضرون باعلى اصواتهم بالقول : على أيديكم سيدي .. عقب سيادته قائلا ، وعلى ايدي كل الخيرين ان شاء الله .ـ

ثم تابع سيادته حديثه قائلا :ـ

اذن ، اخوانكم في العراق مضطرون للقتال دفاعا عن العراق والمعاني العالية ودفاعا عن أي بلد عربي ، لو اراد الاجنبي ان يهجم عليه ، لا سمح الله ، ولكن الاجنبي لا يعجبه ان يقول العرب انه لو هاجم أي بلد في امتنا فاننا سنصطف الى جانبه ان لم نسبقه بالدفاع عن هذا البلد ذلك ان الاجنبي يرى في هذا الموقف حالة منكرة يستوجب ان يحاربها .. لماذا ؟ لان بعض اخواننا جعلوا الاجنبي يطمع وهذا ليس من باب النقد فقد كنت اتمنى ان لا أحكي عن السياسة العربية اطلاقا ولكن هذا الكلام ليس من اجل العراق ، فانكم تعرفون ان العراق يقاتل دفاعا عن ابعد قطر عربي عندما يريد هذا القطر ذلك ، وانه عندما يتعرض للظلم والضيم يقاتل دفاعا عن نفسه .. لا ، ليس هذا هو ما أقصده ولا أقصد استثارة حمية ونخوة العرب من اخواننا الذين يحكمون وانما اقصد ان ادافع عنهم فكيف ادافع عنهم امام اهلي العراقيين ؟ اقول: انني افرح عندما اسمع كلاما طيبا متماسكا منهم لان هذا يجعلني اشعر باننا بخير طالما كان ولاة امور البلدان العربية بخير ، ولكن لا تدرون كم انزعج في داخلي عندما اسمع عربيا من ولاة الامور يقول : ان العدوان على العراق يسبب كارثة في المنطقة وليس كارثة للعرب العراقيين المؤمنين فهذا ليس محسوبا ، انما المحسوب كيف يمكن للشرر ان لا يتطاير بعد العراق الى الآخرين : أهكذا يمكن ان يقال ؟ ان هذه الحالة معيبة ومخجلة .. ولو لم يقلها الحاكم .. أي حاكم فان ذلك افضل وهذا ليس نقدا له وانما حرص عليه أيا كان لان من العيب ان نقول يا اميركان اننا نرى او نقترح !! وعليهم ان لا يقولوا : نرى أو نقترح ، وان لا يقولوا ان الهجوم على العراق سيسبب كارثة للمنطقة ، وبهذا اصبح الوطن العربي منطقة !! والحمية بين ابناء الامة غير مهمة وانما المهم ان لا يتطاير شرر على الآخرين ، فهل يصح ويجوز للعراق ان يقول عندما يهجم على دولة عربية ان الهجوم على الدولة العربية (س) كارثة لان الشرر سيتطاير منه ويمكن ان يطال العراق !؟ واذا قال أحدهم له لن يأتي شرر عليك اذن معنى ذلك اسكت ولا تنجد اخاك من الوطن العربي اينما كان .ـ

على أية حال ان الاجنبي يريد بذلك ان يروض العربي ليقول لكل عربي ان يحسب لنفسه فحسب ، وبالتالي يسهل على الاجانب ان يأكلوه بغفلة عن وعي الآخرين ، لكن الاجنبي لن يستطيع تغيير تفكيرنا في العراق فنحن نرى ان الامن العربي واحد وان الامة العربية واحدة وان حقوقها ينبغي ان تكون كاملة واننا ضد ان يتجاوز احد علينا ليس بالقول وانما بالعمل والفعل .ـ

سلموا لنا كثيرا على الاردن وعلى اخوانكم في قبائلكم وعلى كل عربي اينما كان وكل فلسطيني واردني عندما ترونه ويسألكم عن العراق .ـ

وحياكم الله وبارك الله فيكم . ان ما يهمنا هو ان وعي العرب بدأ يزداد الآن وان الهمة بدأت بعون الله تزداد مع الوعي ولكي تزداد الهمة فانها تحتاج الى ان يزيد المرء ويعمق ايمانه ، فان همته تكبر عندما يزيد ويعمق ايمانه ، وعندما تندمج الهمة العالية بالوعي العالي ويتكل المرء على الله لن يكون هناك خوف .ـ

انكم في بلدكم وان شاء الله يكون العرب على كلمة واحدة رؤساء وملوكا وشعبا .ـ

بارك الله فيكم ان اخوانكم العراقيين يفرحون بكم ، فعندما يعمل الانسان عملا شاقا وقال له شخص ما : ساعدك الله فان الأخير يقوي همة الاول ولذلك لابد ان تقدروا ان مجيئكم يعني اشياء ربما لا يعنيها وقع هذه الكلمة وهذا المعنى تماما في نفوس كل العرب مثلما تعني في نفوس العراقيين لان بغداد كانت في يوم ما عين الامة وكانت تقوم بدور الحريص على ابنائها جميعا وربما لاسباب أخرى لا يتسع المجال لان نتحدث عنها ، ولكن عندما يسمع العراقي ان وفدا من شيوخ الاردن جاء ليقولوا له انهم معه وانهم في خندق واحد فهذا يعني بالنسبة له ان عددا من الفرق العسكرية كأنها وجدت بين العراقيين لانهم مثلما قلت لا ينقصهم العدد ونحمد الله ان عدد العراقيين كبير وان الله يحميهم ويزيد عددهم لكنهم يريدون من اخوانهم العرب اشارة طيبة مفادها انهم معهم وبعد ذلك سترون انهم يرفعون رؤوسكم بما يعز لو اراد الله المنازلة .ـ

فحياكم الله واهلا وسهلا بكم .ـ