بيان لمتحدث رسمي باسم وزارة الخارجية

بغداد 15 اذار 2003

ارتكبت الحكومة الرومانية عملاً مخزياً ومشيناً عندما استدعت وزارة الخارجية الرومانية سفيرنا في بخارست بتاريخ 10/3/2003 ليعرض عليه مسؤول في المخابرات الرومانية في مكتب رئيس دائرة الشرق الاوسط خيانة وطنه في محاولة يائسة وبائسة تعبر عن مدى استهانة حكومة رومانيا بكل الاعراف الدبلوماسية وقواعد التعامل بين الدول المتحضرة بل استهانتها بسيادة رومانيا نفسها واستقلالها وكرامتها. ان هذا الاجراء يعكس مدى تبعية حكومة رومانيا لادارة الشر الصهيونية في واشنطن وخضوع المسؤولين الرومانيين لرغبات المخابرات الاميركية خضوعاً مهيناً.

وبناء ذلك وجه السيد وزير الخارجية رسالة احتجاج الى نظيره الروماني وطلب منه تفسيراً لهذا التصرف المشين كما قررت وزارة الخارجية سحب سفير العراق في رومانيا احتجاجاً على تصرف وزارة الخارجية الرومانية. وفضح سفير العراق هذا الاجراء غير الدبلوماسي في مؤتمر صحفي عقده في بخارست واصدر بياناً عن ذلك وابلغ ابناء الجاليتين العراقية والعربية واعضاء السلك الدبلوماسي الاجنبي المعتمدين في بخارست بهذا التصرف المشين.

وكانت المخابرات الاميركية قد بدأت منذ اشهر حملة مسعورة واسعة في جميع انحاء العالم حشدت لها اكثر من خمسمائة من ضباطها من اجل الضغط على الدبلوماسيين العراقيين للتأثير سلباً على وطنيتهم وانتمائهم لأهلهم وشعبهم ووطنهم ومحاولة دفعهم لخيانة شرفهم وكرامتهم.

وقد رد ابناء العراق البواسل في البعثات العراقية في اكثر من 20 بلداً على هذه الحملة بما تستحق من رفض قاطع وازدراء واحتقار وبشتى

الوسائل التي احرجت منتسبي المخابرات الامريكية وجعلتهم موضع هزء وسخرية في تلك الدول.

وقد لجأت ادارة الشر الصهيونية في امريكا تحت وطأة الاحساس بالاحباط والخيبة لفشل مخططها هذا الى مطالبة الدول لابعاد عدد كبير من الدبلوماسيين العراقيين وخصوصاً اولئك الذين رفضوا محاولات المخابرات الامريكية البائسة واليائسة بتهم وذرائع مهلهلة شتى.

وقد خضعت بعض الحكومات المهزوزة أو الحكومات الخاضعة للسفارات الامريكية لهذه الحملة المسعورة مثلما حدث في الفلبين وبعض الدول الاخرى ورفضت حكومات عديدة الخضوع لهذه الحملة الامريكية معبرة عن اعتزازها بسيادتها وارادتها الوطنية المستقلة مما يستدعي التقدير والاحترام التي نأمل ان تحذو الدول الاخرى حذوها في اظهار الرفض لسياسة واشنطن المتسمة بالعجرفة والطيش والتهور والغطرسة والسلوك غير المتحضر والاستهانة باستقلال الدول وسيادتها وارادتها الوطنية.