لقاء وزير الخارجية مع قناة الجزيرة

الخميس 13-3-2003

أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وأهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج (بلا حدود) حيث أقدمها لكم من العاصمة العراقية بغداد في هذا الوقت الهام من تاريخ العراق والأمة العربية، بل وربما العالم أجمع، حيث تقف البشرية اليوم على حافة الهاوية، وذلك بسبب إصرار الولايات المتحدة الأميركية على شن حربٍ ضد العراق لا يعلم أحدٌ ما الذي يمكن أن تُسفر عنه حال قيامها.

ومع أن الولايات المتحدة الأميركية بدأت تخسر حلفاءها الواحد تلو الآخر، إلا أنها مستمرة أو مصرة على خوض الحرب ولو بمفردها، ومع الحملة السياسية والعسكرية والإعلامية الأميركية العملاقة التي تُشكِّل الأدوات الأساسية للحرب يكاد صوت العراق يختفي ولا يظهر في هذه المواجهة، وفي هذه اللحظات التاريخية الحاسمة ليس في تاريخ الأمة وحدها، وإنما في تاريخ العالم أجمع، نحاول في هذه الحلقة فهم أبعاد الموقف العراقي من خلال حوارنا مع (وزير الخارجية العراقي) السيد ناجي صبري الحديثي، معالي الوزير مرحباً بك.

وزير الخارجية: أهلاً وسهلاً.

أحمد منصور: أشكرك في هذه الظروف الضاغطة وقد قضيت ثلاثة أيام قبيل البرنامج في بغداد رأيت فيها طبيعة ما يحدث، لا أحد يضمن شيئاً، ومع ذلك أشكرك على حرصك على أن تحدِّث مشاهدي (الجزيرة) بل وربما المشاهدين العرب جميعاً عن طبيعة الظرف وطبيعة الوضع الذي تواجه فيه العراق ما يدور حولها من ضغوط ومن مواجهات من الولايات المتحدة بداية أسألك عن آخر شيء، وهو الشروط الستة التي أعلنتها بريطانيا أمس، حتى يتجنب العراق شن حرب عليه ما موقفكم كحكومة عراقية من هذه الشروط؟

موقف العراق من الشروط البريطانية لتجنب الحرب

وزير الخارجية: بسم الله الرحمن الرحيم، هذه النقاط التي ذكرتها بريطانيا يوم أمس هي محاولة لتزويق قرار أو مشروع قرار الحرب الذي قدمته لمجلس الأمن ولم تحصل على أكثرية لتمريره وأعلنت الدول دائمة العضوية عن اعتزامها استخدام حق النقض (الفيتو) لمنع صدوره، لأنه يتناقض مع ميثاق الأمم المتحدة ويتناقض مع ما أجمع عليه العالم بأجمعه في رفض الحرب والتمسك بالسلام ففي محاولة لمواجهة أو معالجة المأزق الخطير الذي يواجهه السيد (توني بلير) في بريطانيا، والمتمثل برفض شعبي هائل ورفض كبير في حزبه الحاكم، رفض في الكنيسة، رفض في الأوساط الشعبية الأخرى، رفض في أوساط الصحافة، رفض في الأوساط القانونية، في معالجة لـ.. أو محاولة لمعالجة هذا المأزق تقدمت بريطانيا بهذه النقاط، وهي نقاط تزويق وتلميع لمشروع قرارها المرفوض من مجلس الأمن والذي يرفضه العالم كله وليس العراق فقط.

أحمد منصور: هل معنى ذلك أنكم ترفضوها؟

وزير الخارجية: بالطبع نحن نرفض أي مشروع يخالف ما اعتمده مجلس الأمن من قرارات تنص على معالجة موضوع ما يسمى بأسلحة الدمار الشامل في الإطار الذي حدده مجلس الأمن والذي نحن ملتزمون به ونعمل بموجبه، وأكدنا في آخر بيان رسمي لنا في هذا الإطار في يوم أمس في جلسة مجلس الوزراء الذي ترأسها السيد الرئيس القائد صدام حسين –حفظه الله- أكَّد مجلس الوزراء التزام جمهورية العراق بهذا القرار، مثلما أكد التزام العراق أيضاً بقرارات القمة العربية وقمة عدم الانحياز والقمة الإسلامية.

أحمد منصور: هذا الالتزام لا يعني القبول بالشروط أو بالطلبات البريطانية التي تنص على أن يظهر أحد أو أهم شيء فيها أن يظهر الرئيس على التليفزيون ويقر بامتلاك العراق واستعدادها لتدمير ما لديها من أسلحة.

وزير الخارجية: ولا حاجة لهذا أيضاً وهذا يتنافى مع آلية عمل الأمم المتحدة الأمم المتحدة لا.. لا تتعامل مع الأشخاص مع المسؤولين بأشخاصهم، تتعامل مع الدول، الدولة العراقية قبلت بالتعامل مع القرار (1441)، مثلما قبلت بالتعامل مع قرار (687) الذي صدر في عام 91 والذي أسس لهذه الآلية في موضوع أسلحة الدمار الشامل، وأكدت الدولة العراقية فيه -كما قلت الآن- في آخر بيان لها في يوم أمس في جلسة مجلس الوزراء التزامها.. التزامها بهذا القرار، مجلس الأمن لا يتعامل مع أشخاص، لا يتعامل مع أشخاص المسؤولين في الدول، يتعامل مع دول، الأمم المتحدة تتعامل مع دول، بريطانيا وأميركا في محاولتهما شخصنة القضية، وصرف الأنظار عن الأهداف الحقيقية لمخططهما الاستعماري الصهيوني ضد العراق وضد العرب والمسلمين تحاول أن تركز على الأشخاص وغير ذلك، فهذا الأمر لا حاجة له على الإطلاق، كما قلت بريطانيا تحاول أن تزوِّق مشروعها المرفوض الذي يرفضه العالم كله، مرفوض..

أحمد منصور [مقاطعاً]: يعني الشروط البريطانية غير قابلة للنقاش لديكم في العراق؟

وزير الخارجية: غير قابلة للنقاش، حتى من.. من قبل الدول الأخرى، في مجلس الأمن لم يقبل أحد من الدول دائمة العضوية غير أميركا طبعاً، والكثرة الكاثرة من أعضاء مجلس الأمن لا يقبلون بـ.. بهذه الشروط هي شروط من أجل الحرب، من أجل دفع مجلس الأمن لاتخاذ إجراء ينتحر بموجبه.. تنتحر الأمم المتحدة بموجبه عندما تتحول الأمم المتحدة إلى مكتب لإعطاء تراخيص الحرب، بدلاً من أن تكون أداة للسلم ولتعزيز الأمن ولتعزيز التعاون بين الأمم، فهذا انتحار للأمم المتحدة.

أحمد منصور: ربما تحرص.. لأن أميركا مصَّرة حتى اليوم.. حتى اللحظة أميركا مُصرة أن يكون السابع عشر من مارس هو الموعد النهائي بالنسبة للعراق في هذه القضية، هل تتوقعون تصويتاً غداً الجمعة في مجلس الأمن؟

وزير الخارجية: كما قلت مشروع القرار البريطاني يواجه معارضة شديدة لم توافق عليه بأصوات..

أحمد منصور [مقاطعاً]: هم سيعدلونه كما يقال.

وزير الخارجية: التسعة، كل هذه تزويقات المناقشات التي جرت في مجلس الأمن وآراء الدول غير دائمة العضوية.. الستة.. الست.. الدول الست المشار إليها لم تقبل بهذا القرار أثارت تساؤلات جدية حول مدى مشروعية هذا القرار ومدى إمكانية تطبيقه ومدى منطقية المطالبات الموجودة فيه، فضلاً عن أن موقف الدول دائمة العضوية مثل روسيا وفرنسا هو الرفض البات لفكرة إصدارهم لقرار ثاني، كل هذه الدول تقول أن القرار 1441 معمول به ويتقدم تطبيقه على الأرض، والجهات التي تحكم في هذا الشأن هي أنموفيك –يعني لجنة الأمم المتحدة للرصد والتحقق والتفتيش -والوكالة الدولية للطاقة الذرية، هاتان المنظمتان تقولان أن العمل يتقدم، وأن العراق يتعاون، وأن التعاون ليس في الإجراءات الشكلية وإنما في الجوهر، وهذا ما يقر به المجتمع الدولي كله، فإذن لا حاجة لإصدار قرار ثاني، وهذا هو الموقف لغالبية الدول الأعضاء في مجلس الأمن.

أحمد منصور: معالي الوزير، لِمَ تصر أميركا على يوم السابع عشر من مارس؟

وزير الخارجية: الولايات المتحدة في الأساس لا تريد أن يثبت المفتشون أمام العالم أجمع كذب دعاياتها وافتراءاتها ضد العراق، لذلك عندما وافق العراق في اليوم السادس عشر من أيلول/سبتمبر من العام الماضي على عودة المفتشين بدأت تضع العراقيل لعودتهم، كانت تطالب بعودتهم عندما وافق العراق على إعادتهم في السادس عشر من أيلول/سبتمبر، بدأت تضع العراقيل لإعادتهم، وعندما وافقنا أو اتفقنا مع منظمتي التفتيش أنموفيك والوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا على الإجراءات العملية لعودة المفتشين، رفضت الولايات المتحدة هذا، وأصرت على إصدار قرار هو (1441) رغم عدم وجود حاجة له، الولايات المتحدة تتمنى أن لا يمضي عمل المفتشين بالمسار الصحيح، ولذلك تُزوِّر المعلومات وتكذب على العالم، وقد كشف السيد محمد البرادعي (مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية) هذا بوضوح عندما أشار إلى كذبة كبيرة.. كذبة كبيرة اخترعتها الولايات المتحدة أن العراق يحاول استيراد اليورانيوم من النيجر، ثبت أن الوثيقة المقدمة بإشراف الولايات المتحدة للوكالة الدولية للطاقة الذرية وثيقة مزورة، فإذن هناك دفع لاختلاق ذرائع لعرقلة عمل المفتشين، طبعاً الولايات المتحدة الآن بعد أن تقدم العمل وبدأ المفتشون يشيرون بوضوح إلى كذب هذه الافتراءات.

ولعلكم، ولعل المشاهدين الكرام قد شاهدوا جلسة مجلس الأمن الأخيرة إزاء هذا التقدم في العمل وإزاء هذا التقدم في كشف الافتراءات الأميركية وإزاء تأكُّد العالم من كذب هذه الافتراءات وأن لا وجود لأسلحة دمار شامل في العراق، الولايات المتحدة تريد أن تُنهي عمل المفتشين بسرعة وترتكب عدوانها أو توسِّع عدوانها القائم على العراق منذ اثنتي عشرة سنة إلى ما تبيته من نوايا ضد شعبنا وضد المنطقة.

أحمد منصور: فرنسا أعلنت بقوة –وعلى لسان رئيسها ووزير خارجيتها- عدة مرات أنها ستستخدم حق الفيتو ضد الولايات المتحدة إذا سعت الولايات المتحدة لاستصدار قرار من مجلس الأمن يتعلق بتوجيه ضربة عسكرية إلى العراق. إلى أي مدى تراهنون على الموقف الفرنسي؟ وهل يمكن للموقف الفرنسي فعلاً إن يعرقل قيام الولايات المتحدة بشن حربها على العراق؟

[فاصل إعلاني]

التعويل العراقي على المواقف الرافضة للحرب والدبلوماسية العراقية لإيقافها

أحمد منصور: معالي الوزير، إلى أي مدى تراهنون على الموقف الفرنسي؟

وزير الخارجية: أولاً فرنسا وألمانيا..

أحمد منصور [مقاطعاً]: روسيا..

وزير الخارجية: ودول أوروبية وروسيا كل هذه الدول تشعر بأن هذا العدوان المُبيت ضد العراق هو عدوان على الشرعية الدولية، عدوان على الأسس التي قامت عليها العلاقات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية، وعودة بالعالم إلى شريعة الغاب، إلغاء الأمم المتحدة، تكريس.. أو وضع الولايات المتحدة بموضع المهيمن على مقدرات الشعوب والعالم ومنها أوروبا، فإن الموقف الفرنسي والموقف الألماني والموقف الروسي وغير هذه المواقف من مواقف الدول الأخرى نابع من هذا التقدير، ففرنسا تدرك هذا الخطر، ولذلك أعربت عن موقفها، روسيا تدرك هذا الخطر وأعربت عن موقفها الرافض، وكذلك ألمانيا والدول الأخرى، الولايات المتحدة متهالكة منذ أكثر من خمسة أشهر أو ستة أشهر على الحصول على غطاء دولي لعدوانها، وسعت لتحصيل أو للحصول على غطاء لعدوانها عبر مؤتمرات إقليمية ومؤتمرات دولية، وفشلت فشلاً ذريعاً فيها كلها، المؤتمر القمة العربي، مؤتمر القمة الإسلامي، مؤتمر قمة عدم الانحياز، كل هذه المؤتمرات الإقليمية والدولية حرمت الأمم المتحدة من الغطاء..

أحمد منصور [مقاطعاً]: الولايات المتحدة.

وزير الخارجية [مستأنفاً]: الولايات المتحدة من الغطاء، الولايات المتحدة تسعى سعياً محموماً للحصول على غطاء دولي لعدوانها على العراق، أنا لا أعتقد أن الولايات المتحدة ستنجح في.. في الحصول على هذا الغطاء في الأمم المتحدة، لأن هذه الدول أعربت إعراباً.. الدول الدائمة العضوية الأخرى –أعربت على نحو صريح عن معارضتها لهذا التوجه، لأن هذا التوجه مضاد ويتعارض مع مصالح الدول دائمة العضوية الأخرى ومع مصالح العالم، إذن العلاقات الدولية البشرية كلها تشعر بالخطر من هذا التوجه الأميركي، ويكفي أن تستمع إلى كلام مندوب مالاوي ممثلاً المجموعة الإفريقية يوم أمس في مجلس الأمن الذي تحدث عن.. عن الخطر الذي تحس به إفريقيا من هذا، إفريقيا تحس أن في هذا العدوان المبيت على العراق خطراً كبيراً على إفريقيا، على مصالحها السياسية والاقتصادية والأمنية، فإذن العالم كله يشعر بهذا الخطر، وفي المقدمة دول دائمة العضوية تشعر بمسؤوليتها في الحفاظ على الأمن والسلم بحكم عضويتها الدائمة في مجلس الأمن، أما أن..

أحمد منصور: لكن هذه الدول..

وزير الخارجية[مستأنفاً]: المراهنة أقول: نحن نعوِّل ونعتمد أساساً على الله –عز وجل- وعلى قدرات شعبنا اللامحدودة. هذا.. هذا اعتمادنا، وما يأتينا من دعم وإسناد من أشقائنا العرب والمسلمين ومن أصدقائنا، نحن ممتنين لهذا..

أحمد منصور: معالي الوزير، ألا يعتبر الموقف الفرنسي أو الروسي أو الأوروبي بشكل عام هو نتاج للصراع على ثروات العراق ونفطها وليس مجرد الوقوف ضد تغيير ربما يطرأ على البشرية أو ضد انتهاك للقواعد الدولية؟

وزير الخارجية: هو الولايات المتحدة تستخدم حتى الدواء في سياستها لمعاقبة أو للانتقام من الشعوب، حتى الغذاء تستخدمه، استخدمته معنا –هذا الدليل- تستخدمه مع السودان، تستخدمه مع دول كثيرة في العالم، مع أصدقائها تستخدم الغذاء والبضائع والمواد الاقتصادية، ولكن عندما تلوِّح دولة ما باستخدام مواردها استخداماً مشروعاً للدفاع عن نفسها تبدأ تتحدث الولايات المتحدة عن خطر هذا الاستخدام ومثلما تشيعه الآن عن تلويح العرب وبعض الشرفاء من العرب، وكذلك في العالم مثلما فعل السيد محمد.. (محاضير محمد) عندما لوَّح باستخدام موارد الدول الإسلامية في الدفاع عن حقوقها، تبدأ تثير المشاكل حول هذا الموضوع وتعتبره فضيحة، ولذلك الولايات المتحدة تبحث.. تقول علناً.. تتحدث علناً عن.. عن.. عن سعيها للسيطرة على نفط العراق ونفوط المنطقة، وتعيب على الدول الأخرى أن تنظر إلى مصالحها في المنطقة، .. ثروة العراق لن يقتسمها أحد، ثروة العراق لشعب العراق وما يقدمه شعب العراق بكل طيب خاطر لإخوانه وأشقائه منها، لن يقتسمه أحد سواء هذا أو ذاك، ولن يكون في حصة هذا أو ذاك.

أحمد منصور: في حالة إن مجلس الأمن والأمم المتحدة تعارض.. سعادتك الآن بتؤكد على إن أميركا تبحث عن غطاء دولي منذ خمسة أشهر، في حالة عدم توفر هذا الغطاء، هل ستخطو الولايات المتحدة بشكل منفرد تجاه حرب ضد العراق؟

وزير الخارجية: لا أدري، يعني هذا يُسأل أصحاب..

أحمد منصور [مقاطعاً]: أنتم ماذا تتوقعون؟

وزير الخارجية[مستأنفاً]: العقول المريضة في الإدارة الصهيونية في الولايات المتحدة، هذه العقول التي يحكمها عاملان: الحقد الصهيوني على العرب والمسلمين، وفي مقدمتهم العراقيون، والطمع بثروات العراق وثروات المنطقة، فهم الذين يُسألون عن هذا، أما نحن.. نحن سياستنا تقوم على أساس الاستعداد للحرب وكأنها واقعة حتى لو أشارت كل التحليلات أنها لن تقع، فنحن نعد أنفسنا منذ أشهر ومنذ سنين لمواجهة هذا، ونحن نواجه هذه الحرب منذ 13 عاماً وبوسعنا أن نواجهها لفترة أطول، مماثلة لهذه أو أطول منها وننتصر على المعتدين إن شاء الله.

أحمد منصور: أنتم كحكومة عراقية الآن مستعدون للحرب؟

وزير الخارجية: نحن أولاً الحرب مستمرة علينا منذ آب عام 90 حتى الآن.

أحمد منصور: الوضع مختلف الآن.

وزير الخارجية: بدأت بإجراء اقتصادي لا سابق له في التاريخ في ضراوته المسؤولون الأميركيون يصفون نظام الحصار بأنه الأقسى والأشمل في التاريخ، حصار بري، حصار بحري، حصار جوي، حصار على أموالنا في الخارج، حصار على مثقفينا، حصار على إعلامنا، على.. على.. على علمائنا، على شعبنا، وألحقته الولايات المتحدة بعمل عسكري هو الأضخم في التاريخ في الـ17 من كانون ثاني/يناير عام 91، انتهى في صفحته الواسعة في الأول من آذار/مارس عام 91، لكنه استمر على نحو متقطع، ومرات يُوسَّع في أربعة مرات، حتى عام 98.. نهاية عام 98 استمر على نحو يومي، الحرب مستمرة علينا يومياً بالوسائل العسكرية وبالوسائل الاقتصادية وبالوسائل الدبلوماسية ونحن نواجهها منذ 13 عاماً، ونتقدم في مواجهتها، ونبني بلدنا، ونعيش حياتنا، الآن الولايات المتحدة تهدد بتوسيع حالة الحرب القائمة التي نواجهها نحن هذا اليوم، ونحن نتحدث هنا الطائرات البريطانية والأميركية تقصف مواطنينا ومنشآتنا المدنية والعسكرية في الجنوب وفي الشمال، فإذن الحرب ونحن نواجهها بكل ما لدينا من قوة وبأس وتصميم وإيمان بالله عز وجل..

أحمد منصور: بصفتك المسؤول.. اتفضل

وزير الخارجية [مستأنفا]: نعم.. ولذلك عن مواجهة هذه الحرب أقول: نحن مستعدون وتقوم سياستنا أساساً على خطين متوازيين.

الخط الأول: هو بذل كل السبل، وكل الجهود اللازمة المضنية وتحمل التضحيات الجسام في سبيل ألا يقع هذا التوسيع في العدوان علينا، ومنها ما نقوم به نحن مع فرق التفتيش، وما نقدمه من تضحيات جسام في التعامل معها وتقديم ما يتطلبه المفتشون من عمل وهذا الأسلوب الذي سارت عليه عملية التفتيش الآن، الذي أزال كل السياقات السابقة وتجاوز كل السياقات السابقة التي كانت تراعي -إلى حد ما- بعض الأمور التي تتعلق بالسيادة وأمن البلد، هذا الخط الأول.

الخط الثاني: هو الاستعداد الكامل دولة أجهزة رسمية وشعباً لمواجهة هذه المعركة، مواجهة المعتدين وقبر المعتدين –إن شاء الله وبعونه- في تخوم العراق، ولن ينجو منهم أحد من.. من المحرقة التي يعدها شعب العراق لهؤلاء المعتدين.

أحمد منصور: بصفتك المسؤول الأول عن الدبلوماسية العراقية، هل لازال أمامكم مجال للقيام بأي مناورات سياسية أو محاولات لإيقاف الحرب التي تسعى الولايات المتحدة بشتى السبل لشنها، ربما خلال الأيام القليلة القادمة؟

[موجز الأخبار]

أحمد منصور: معالي الوزير، هل لازال أمامك- بصفتك المسؤول الأول عن الدبلوماسية العراقية- مجال للقيام بمحاولات لإيقاف المساعي الأميركية السياسية والعسكرية والإعلامية لإيقاف الحرب؟

وزير الخارجية: ما بيننا وبين الولايات المتحدة والذين يريدون أن يعتدون علينا قرار مجلس الأمن نحن ننفذ هذا القرار، والحَكَم على هذا هو فرق التفتيش، فرق التفتيش ليست عراقية، وليست مؤيدة للعراق، ولا يديرها يعني ناس يؤيدون العراق هم موظفون دوليون، كلام المفتشين يقول أننا ننفذ القرار، نتقدم في تنفيذ القرار، نحن ملتزمون بهذا، ليس لدينا مناورات، وليس لدينا في هذا الإطار المناورات وغير مناورات، ومحاولات يجب أن تبذل مع الطرف المعتدي الطرف المعتدي الشرير الذي يريد أن يعتدي علينا لأسباب لا تتعلق بأسلحة دمار شامل، من يريد إزالة أسلحة دمار شامل يذهب إلى المكان الذي تتكدس فيه هذه الأسلحة في المنطقة، إلى الكيان الصهيوني الذي يكدِّس الآلاف من أسلحة الدمار الشامل، لديه من الأسلحة النووية أكثر من 400 رأس نووي، لديه من البلوتونيوم أكثر من 800 كيلو جرام من البلوتونيوم، الوقود النووي، ولديه من الأسلحة البيولوجية والكيمياوية، ولديه من الصواريخ التي في كل هذه الميادين، الولايات المتحدة تساعد الكيان الصهيوني على.. على تطوير هذه الأسلحة، من يريد أن ينزع أسلحة دمار شامل من المنطقة أو يزيل خطرها أولاً يذهب إلى المنطقة هذا الكيان الصهيوني، ثم ليعمِّم هذا على العالم، الولايات المتحدة هي أكبر.. أكبر مقتني لأسلحة الدمار الشامل ومطوِّر لها في العالم كله، وهي التي استخدمتها أولاً ضد الشعب الياباني، واستخدمتها ضد شعب فيتنام، واستخدمتها ضد شعب العراق، وأعطت الكيان الصهيوني واستخدمها ضد شعب فلسطين، فإذاً من يريد أن يتحدث عن أسلحة دمار شامل هذه قرارات الأمم المتحدة تقول: إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، ومن يتحدث عن قضايا أخرى خارج قرارات مجلس الأمن فهذا هو موقف لا تجيزه الشرعية الدولية، ولا يجيزه ميثاق الأمم المتحدة، ولا يقبل به البشر في كل العالم، وهذا الإجماع الدولي، الإجماع العالمي على رفض منطق الشر والعدوان الأميركي دليل على هذا.

حقيقة العلاقات والاتصالات السرية بين العراق وأميركا

أحمد منصور: لكن مصادر صحفية كثيرة تشير إلى وجود علاقات سرية الآن واتصالات سرية بينكم وبين الولايات المتحدة الأميركية، ما مدى حقيقة ذلك؟

وزير الخارجية: الولايات المتحدة في الوقت الذي تشن كل هذا العداء للعراق تسرِّب من جهة أخرى عن طريق عملائها الذين يكتبون باللغة العربية في بعض الصحف التي تصدر.. صحف أميركية وإسرائيلية تصدر باللغة العربية هنا وهناك، هذه المعلومات للتشويش على الموقف العراقي، العراقيون مجربون، والقيادة العراقية مجرَّبة، ولم يعد هناك مجال لمثل هذه التُّرهات.

أحمد منصور: ألم يرسل للرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل سرَّاً، والتقى بالرئيس العراقي قبل أسبوعين للوساطة بينه وبين الولايات المتحدة؟

وزير الخارجية: نحن لا نتحدث، نحن نرحِّب بكل ما.. من يريد أن يأتي إلينا متضامناً مع العراق، ولا علم لديَّ بهذه.. بهذا الشيء، ولكن في إطار العلاقة مع الولايات المتحدة من حيث المبدأ نحن لا نرفض أن تكون هناك علاقة قائمة على التكافؤ مع الولايات المتحدة، لم نرفض نحن الحوار مع الولايات المتحدة، هم الذين يرفضون هذا، الحوار المتكافئ الذي يقوم على أساس المصالح المتكافئة والسيادة بين البلدين هذا أمر نحن نقره مع جميع دول العالم، مع طرف واحد لا.. لا.. لا نتعامل به مع الكيان الصهيوني الذي لا نعتبره دولة، ولكن مع دول العالم والولايات المتحدة منها نحن نقر بهذا، هم الذين يرفضون منطق الحوار الذي يعتمده الناس المتحضرون، هم لأنهم يسلكون سلوكاً متوحشاً، غير حضاريين يسلكون السلوك الآخر، والدليل على ذلك أن علاقاتنا مع الولايات المتحدة قبل عام 90 كانت علاقات اقتصادية، لم نكن نحن حلفاء الولايات المتحدة، كنا مختلفين مع الولايات المتحدة سياسياً، ولكن العلاقات الاقتصادية كانت قائمة العلاقات الثقافية، كانت قائمة.. كنا نستورد نحن من الولايات المتحدة ربع صادراتها من الرز إلى العالم، كانت الولايات المتحدة تستورد من العراق ما يبلغ تقريباً 60% من النفط العراقي، وكنا قد أقمنا.. أو عقدنا اتفاقيات لإنشاء مصانع السيارات الأميركية في العراق، إذن من حيث المبدأ ليس لدينا فيتو على التعامل مع الولايات المتحدة..

أحمد منصور: حتى ولو عبر قنوات سرية في البداية؟

وزير الخارجية: لا، يعني سرية أو علنية، هذا هو المبدأ يعني، نحن لا نخفي شيئاً، سياستنا مكشوفة للعالم، نحن نقول هذا، ولكن نحن لا نرضى أن.. أن.. أن أحداً كائناً من يكون أن ينتقص من العراق أو من شعب العراق أو من حقه في أن يكون سيداً في أرضه، وأن يتمتع بثرواته لخير أبنائه ولخير أشقائه العرب والمسلمين.

أحمد منصور: نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" أول أمس عن (الرئيس اللبناني الأسبق) أمين الجميل في حوار لإذاعة أوروبا الحرة أنه التقى الرئيس صدام حسين، ونقل مقترحات بينه وبين الأميركيين.

وزير الخارجية: لا أستطيع أن أعلِّق على هذا.

أحمد منصور: أمس.. من المقرر غداً أن يلتقي الوفد الوزاري العربي المنبثق عن قمة شرم الشيخ مع الرئيس العراقي، ما هي الأشياء التي سيعرضها هذا الوفد على الرئيس؟

وزير الخارجية: القمة العربية في شرم الشيخ قررت تشكيل لجنة وزارية تزور الأمم المتحدة والدول دائمة العضوية، وربما العراق لتزور تلك الأطراف للتعبير لإبلاغها بالموقف العربي .. الموقف العربي الجماعي الذي أكدته قمة شرم الشيخ، والذي وضعت قمة بيروت أساسه، والذي يقوم على الرفض القاطع لأي عدوان على العراق، وزادت عليه قمة شرم الشيخ في امتناع الدول الأعضاء عن المشاركة في العدوان على العراق، وفي رفض التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وأن شؤون الأنظمة السياسية هي من حق أهل هذه الدول، شعوب هذه الدول، ولا حق لأي دولة أجنبية أن تتدخل فيها، فهذا هو الموقف العربي الذي قررت قمة شرم الشيخ أن يعبر الوفد العربي عنه في زياراته لدول أخرى..

أحمد منصور[مقاطعاً]: صحيفة "الشرق الأوسط" قالت: إن الموقف العربي هذا أو الوزراء هؤلاء سيحملون طلباً للرئيس بالتنحي، هل ستسمحون لهم بذلك؟ أن يقدموا أو يعرضوا هذا المطلب؟

وزير الخارجية: لكي أكمل لك قرار القمة، "وأن تزور العراق للتشاور مع المسؤولين العراقيين في إطار قرار القمة"، أما أن تقول هذه الصحيفة أو تلك، هناك –كما قلت لك- صحف تصدر باللغة العربية، ويكتب مضمونها في تل أبيب وفي واشنطن.

أحمد منصور: هل قرار الرئيس العراقي بالصمود والقيادة العراقية بالصمود حتى آخر رصاصة إذا قامت معركة ضد العراق هو قرار نهائي، ولن يفاجأ العالم بأي تصرُّف آخر من القيادة العراقية؟

وزير الخارجية: أقول لك: في عام 1920 لم تكن هناك دولة في العراق، كنا للتو خرجنا من الاستعمار العثماني للعراق، وتعلم ما هو الاستعمار العثماني اللي فرض الجهل والتخلُّف على بلادنا، عندما قدم الإنجليز ثار عليهم العراقيون ولم تكن لديهم قيادة، ولم تكن لديهم دولة، وأوقعوا خسائر فادحة في صفوف البريطانيين، هذه مقابر الإنجليز في بغداد وفي مدن عراقية أخرى آلاف.. آلاف من القتلى من الجنود الإنجليز دُفنوا في.. في العراق، هذا هو شعب العراق، هذا هو قرار شعب العراق، شعب العراق لا يقبل بالغزاة، وشعب العراق تستطيع الآن أن تسأل العراقي ما هو رأيك بالإنجليز؟ حكم الإنجليز العراق منذ عام 1920، عندما دخلوها طبعاً بعد الحرب العالمية الثانية، وعبر حكومات كانت ضليعة معهم الحكم الملكي كان متعاوناً معهم حتى عام 58، في الفترات الأولى بعد 58 كان من الصعب أن تقنع المواطن العراقي حتى بأن يتعلم بيسر اللغة الإنجليزية، بدأ المواطنون العراقيون يكرهون اللغة الإنجليزية، لأنها يعتبرونها لغة المستعمر، لم يترك الإنجليز في العراق أثراً طيباً واحداً لبريطانيا، هذا هو حق العراق أنه..

أحمد منصور [مقاطعاً]: الأميركان يقولوا أنهم جاءوا ليتركوا الآثار الطيبة، ويخرجوا هذا الشعب إلى الديمقراطية.

وزير الخارجية [مستأنفاً]: الإنجليز.. الأميركان كانوا تابعين لهذه الإمبراطورية العجوز البريطانية، والآن همَّ سادة لهذه الإمبراطورية، والمستعمرون هم ملة واحدة، ملة الكفر واحدة، العراقيون هذا هو موقفهم، وهذا هو قرارهم، ليس هو قرار القيادة، هذه القيادة تتميز عن القيادات العراقية في السابق أنها نابعة من الشعب، وأن الشعب هو الذي اختارها، وعندما تقرر شيئاً فهو يعبر عن ضمير العراقيين كلهم، هذا هو قرار العراقيين كلهم، وهو القتال دفاعاً عن البلد ليس لآخر رصاصة وإنما إلى النصر، والذي هو نراه أمامنا مجسَّداً شاخصاً..

أحمد منصور: بكل المعايير ليس.. يعني بكل المعايير لا يستطيع أحد أن يقول إن الآلة العسكرية الأميركية، كل المعطيات حتى الآن المراهنة على الزمن، إنهم هينتصروا في 3 أيام أو 3 أسابيع أو 3 أشهر، المراهنة على الزمن الآن، هل أنتم واثقون من النصر في المواجهة؟

وزير الخارجية: هذا.. هذا تخريف.. هذا تخريف لعقول مريضة، هذا جزء من الحرب النفسية التي يريدون بها ليس التأثير على العراقيين، العراقيون مجرَّبون، ويتعاملون مع هذا العدو الأميركي الصهيوني منذ 13 عاماً، نتعامل نحن مع آلية.. آلته الحربية منذ 13 عاماً، ومع كل تعسُّفه وإجراءاته في الميدان الاقتصادي، المقصود بهذا التأثير على العرب والتأثير على المسلمين، والتأثير على العالم، والتأثير على الأوروبيين، لدفعهم إلى الاستسلام للرغبات الأميركية المحمومة، ويعدون أياماً، ويعدون أشهراً، ويصيغون سيناريوهات، هذا جزء من حرب نفسية هي الأضخم في التاريخ يشنوها الآن، شعبنا لا يتأثر بها، وأعطيك دليلاً منذ أشهر والولايات المتحدة تشن حملة محمومة مسعورة على سفاراتنا في الخارج، اتصلت بعشرات الدبلوماسيين العراقيين بأكثر من عشرين سفارة عراقية حول العالم، مُحاولةً استمالة أي عنصر من العناصر من السفير إلى كاتب الطابعة إلى السائق، وكان رد العراقيين واحداً الرفض القاطع، ولكن بأساليب مختلفة، منهم من يبصق في وجه الأميركي عندما يتصل به، منهم من يرمي الأميركي عندما يفاتحه بذلك بحذائه، منهم من يركله بقدميه ويوقعه أرضاً، وهذا حدث في البحرين، في القاهرة، في تونس، في رومانيا، في تشيكا، في كندا، في مانيلا، في الباكستان، في دول عديدة من العالم لم يستطيعوا استمالة عراقي واحد، لأن العراقيين هم أبناء بلد مقاتل بلد شجاع، وشعب شجاع، وشعب بطل، وينتمون إلى قيادة عراقية باسلة وشُجاعة نبعت من.. من بين صفوفها، وهم واثقون ثقتهم بأنفسهم، واثقون من النصر -إن شاء الله- في الدفاع عن أنفسهم، نحن عندما نتحدث عن النصر لا.. لا نقصد أننا نحتل سان فرانسيسكو أو نيويورك، النصر في الدفاع عن أرضنا وعرضنا وشرفنا وشرف العرب والمسلمين في هذه الحاضرة حاضرة العرب والمسلمين، بلد الأنبياء والأولياء والأئمة الصالحين.. العراق.

موقف العراق من الدول العربية والإسلامية المجاورة

أحمد منصور: معالي الوزير، قلت لي الوزراء غداً حينما يلتقوا بالرئيس سيبلغوه بمقررات القمة، في القمتين العربية والإسلامية رفض العرب العدوان على العراق، لكنكم ستهاجَمون من أراضي دول عربية وإسلامية جارة لكم، وربما يأتي بعض هؤلاء الوزراء ليبلغوا الرئيس بالمقررات، وتقلع الطائرات من على أرضهم لضرب بلدكم.

وزير الخارجية: أولاً: فاتني أن أذكر أن اللجنة الوزارية العربية تأجل مجيئها عن يوم غد في ضوء التطورات الجارية الآن والتهديدات المتصاعدة الأميركية وما يقال عن يوم السابع عشر، وقبله وبين الرابع عشر والسابع عشر، والثامن عشر، وكذلك الإجراءات الموجودة الآن نحن في التعامل مع المفتشين والتعاون معهم وتلبية متطلباتهم تعذر حقيقة تلبية المتطلبات الأساسية لمجيء الوفد الوزاري الآن، ولذلك أبلغنا

أحمد منصور: بوش رفض أن يقابلهم و..

وزير الخارجية: أبلغنا، بوش يتعامل مع كل العالم بهذا الأسلوب الذي، هو يريد أن يهين العالم، ولكنه في الحقيقة يهين نفسه ويهين الولايات المتحدة، لأنه لا رئيس متحضر أو دولة متحضرة تتصرف بهذا، فالإهانة هو لنفسه عندما أراد إهانة الوزراء العرب، فقد أهان نفسه وأهان الولايات المتحدة، لأنه أظهرها للعالم بأنها دولة متوحشة، دولة لا تحترم القانون ولا تحترم نفسها، فاللجنة الوزارية تأجل مجيئها الآن، وأبلغنا الأستاذ عمرو موسى ليلة أمس بأنه يتعذر ترتيب برنامج عمل لجنة في بداية الأسبوع المقبل بسبب ما نشهده نحن من تطور في هذا الشأن.

قرارات القمة عبرت عن ما ينبغي أن يكون عليه الحال في الدول العربية، التهديد للعراق ليس هو تهديداً للعراق فحسب، كما قلت قبل قليل مالاوي، الدول الإفريقية تقول إن تهديد العراق هو تهديد لإفريقيا، تقول أن الحرب على العراق هي حرب على إفريقيا، ستهدِّد مصالح إفريقيا، هذا ما تقوله جنوب إفريقيا، هذا ما تقوله مالاوي، تقوله المجموعة الإفريقية عبَّرت عنه يوم أمس في مجلس الأمن، إذن ما بالك بالدول العربية المستهدفة أساساً، الولايات المتحدة نفسها تقول: نحن نريد.. يعني الولايات المتحدة تريد أن تغير خارطة المنطقة السياسية، هل يعني هذا أن (باول) السيد باول سيذهب إلى مكتب خرائط ليرسم خارطة جديدة في واشنطن، أم أن التغيير على العرب؟ ماذا يعني تغيير خارطة سياسية للعرب؟

أحمد منصور: تغيير أنظمة.

وزير الخارجية: يعني تمزيق الكيانات، وليس تغيير الأنظمة فقط، تمزيق الكيانات العربية الكبرى، هم لا يخفون هذا، هم يقولون في صحفهم، في الصحف الصهيونية وفي الصحف الأميركية، يريدون تجزئة المملكة العربية السعودية، ويريدون كذا بمصر، ويريدون كذا بسوريا وبلبنان وبكل الكيانات العربية، كلها..

أحمد منصور: طالما ذكرت السعودية الأمير سلطان بن عبد العزيز (النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام) في مؤتمر صحفي يوم الأحد قال: إن القوات اللي موجودة في (عرعر) هي لحماية المملكة من إسرائيل، تهدف إلى منع إسرائيل من إيذاء المملكة، ما فيش حاجة موجَّهة ضدكم أنتم.

وزير الخارجية: المملكة العربية السعودية على لسان سمو الأمير عبد الله بن عبد العزيز ومسؤولون.. ومسؤولين آخرين في المملكة أعلنوا أن المملكة العربية السعودية ترفض رفضاً قاطعاً أن تُستخدم أراضيها منطلقاً للعدوان على العراق.

أحمد منصور: لكن كل المعلومات بتؤكد إن فيه قوات موجودة الآن، حتى الوسائل الأميركية نشرتها، موجودة في السعودية، موجودة في الإمارات، موجودة في قطر، موجودة في الكويت، موجودة في الآن تركيا، خلاص بدأت القوات تنزل رغم إن القرار لسه ما طلعش من البرلمان، فيعني أنتو الآن يعني كل ذوي القربى عليكم يعني.

وزير الخارجية: أود أن أكمل حديثي أولاً، عندما قلت أن العدوان لا يستهدف العراق فحسب، ويستهدف الدول العربية الأخرى والدول الإسلامية، وهذا شعور الجميع، وأميركا لا تخفيه، أميركا تقول ذلك. فنأمل من العرب لم نطلب نحن مساعدة من.. من.. من دولة عربية، نحن نتشرف بأي طفل عربي يقف في موريتانيا أو في مصر أو في ليبيا أو في السودان أو في البحرين، يقول: لا للحرب ويتضامن معنا، نتشرف بهذا ونعتز به، ولكن عملياً نحن -والحمد لله وبفضله- نحن لدينا أولاً من الإيمان بالله -عز وجل- ومن الإيمان بحقنا وعدالة قضيتنا، ومن الإيمان بقدرات شعبنا اللامحدودة، ولدينا من الرجال والسلاح والمؤونة ما يكفينا لمقاتلة المعتدين وقبرهم في تخوم العراق، إن شاء الله وبعونه وبفضله، ما.. ما.. ما نريده من العرب أن يدافعوا عن أنفسهم، يعني هذا الذي يهمنا..

أحمد منصور: مِن مَنْ؟ مِن مَنْ؟

وزير الخارجية: من دافع.. من هذا المعتدي الصهيوني، هذا.. هذا المعتدي الأميركي الذي يجعل من شعبهم..

أحمد منصور: هم جلبوهم لحمايتهم.

وزير الخارجية: لحمايتهم ممن؟ من شعوبهم؟

أحمد منصور: من العراق وسياستها.

وزير الخارجية: العراق لا يهدِّد أحداً، العراق هو المُهدَّد..

أحمد منصور: هم يقولون أن السياسات العراقية هي التي جلبت على المنطقة كل هذا الدمار.

وزير الخارجية: هذا هو الكلام الأميركي الإسرائيلي، هذا سياسات العراق الوطنية المستقلة هي في صالح العرب، لم يتوانَ العراق يوماً عن مساعدة عربي، من موريتانيا إلى.. إلى البحرين، هذه موريتانيا عندما هدَّدها الغزو الأجنبي تدفق عليها السلاح العربي، وفي حالات كثيرة كانت الدماء العراقية تتدفق والرجال العراقيون يتدفقون إلى جبهات القتال، في مصر، وفي سوريا، وفي الأردن، والمساعدات العراقية في.. في جميع أقطار العروبة، ولم يتوانَ العراق عن موقفٍ مساعدٍ لأي من إخوانه العرب، هذا الكلام دعاية إسرائيلية، إذن أرجع إلى النقطة الأساسية ما نتمناه ونأمله أن يدافع العرب عن أنفسهم، هذه الهجمة.. هذه الهجمة تتهددهم بالمخاطر الشديدة، نحن في العراق –بحمد الله وبفضله تعالى- قادرون –إن شاء الله- على أن نقبر المعتدين، وأن نجعل من.. من.. من عدوانهم هذا درساً لن ينسوه على الإطلاق، ولكن نأمل من إخواننا العرب أن يدافعوا عن أنفسهم ها الهجمة تخصهم، فإذا كان من يتوهم أن بإمكانه إيذاء العراق باستضافة هذه القوات فهو واهم، الأذى يعود إلى.. إليه نفسه، من يتوهم هذا فهو يخالف شعبه، مثلاً حكام الكويت عندما يستضيفون هذه القوات، هل شعبهم يرضى عن هذا؟ هم يخالفون إرادة شعبهم، عندما تحتل أميركا ثلثي.. ثلثي..

أحمد منصور: الشعب تضرر منكم قبل ذلك، ويرى أن هذا مبرر طبيعي.

وزير الخارجية: لا يرى أحد من.. من الكويتيين مبرراً لإعطاء ثلثي أرض الكويت للاحتلال الأميركي، هذه العمليات التي يقوم بها المواطنون الكويتيون ضد القوات الأميركية دليل واضح على هذا، الشعب.. الشعب في الكويت يرفض هذا الاحتلال الأميركي، ولذلك فموقف حكام الكويت في تسهيل وجود القوات الأميركية هو موقف مناقض ليس لإرادة شعب الكويت، مناقض لقرارات القمة العربية، لقرارات القمة الإسلامية، لقرارات قمة عدم الانحياز، مناقض لميثاق الأمم المتحدة، مناقض لقرارات مجلس الأمن نفسها التي تدعو كلها لاحترام سيادة العراق واستقلاله وحرمة أراضيه، وهو موقف –إن سمحت لي أن أتحدث عنه- يأتي امتداداً لسلسلة مواقف منذ عام 1914 إلى الآن كان حكام الكويت يجعلون من أرض الكويت دائماً منطلقاً للعدوان على العراق، في عام 1914 استضافوا القوات البريطانية، وسهلوا لها الزحف على البصرة، ومن ثم احتلال العراق...

أحمد منصور[مقاطعاً]: أنا لا أريد أن أغوص كثيراً في التاريخ، لاسيما والعلاقات بينكما علاقات متأزمة لاسيما بعد غزو 91..

وزير الخارجية: في عام 1941.. نعم، نعم، في عام 1941 قاموا بالعمل نفسه عندما ثار الجيش العراقي انتفض على الاحتلال البريطاني للعراق.

أحمد منصور: عشان يدافعوا عن وجودهم، يعني دفاع مقبول في وجهة النظر..

وزير الخارجية: تدافع عن وجودك بالاعتداء على الآخرين؟ لا يوجد هكذا منطق في العالم.

أحمد منصور: لأن هم أيضاً يتهموكم بالاعتداء عليهم.

وزير الخارجية: في عام 41 من الذي اعتدى عليهم؟ وعام 1914 من الذي اعتدى عليهم؟ لكن الصلة الحميمة بين هؤلاء الحكام والمستعمرين الإنجليز والتي تأسست منذ أواخر العام القرن التاسع عشر في.. حتى في أثناء فترة الحكم العثماني..

المتطوعون العرب للدفاع عن العراق واتهام العراق بتصدير الإرهاب

أحمد منصور: ما فيش حد -يا معالي الوزير- مالوش علاقة بالمستعمر، يعني الأمير عبد الله في خطابه ما خلاش حاجة، لكن خليني أرجع اسمح لي أعود إلى موضوعٍ هام، أمس.. أمس فتحت العراق الأبواب أمام مصوري الصحافة العالمية لمشاهدة المتطوعين العرب الذين جاءوا من أرجاء العالم العربي للقيام بعمليات استشهادية ضد القوات الأميركية إذا غزت العراق، الـCIA نشر تقرير الأحد الماضي، وقال إن إرهابيين نشطين في تنظيم القاعدة سينطلقون من العراق لشن هجمات، كشفتم أمس عن هذه المعسكرات التي قلبت كل الموازين، وأصبحت الحديث بأن العراق.. أما تخشون من أن تُتَّهم العراق بأنها ستصبح مصدر للإرهاب وتصديره؟

وزير الخارجية: أولاً: قبل أن يأتي المتطوعين العرب، هناك عشرات الألوف من العراقيين الذي تطوعوا استشهاديين، وتُدرِّبهم الدولة على هذا العمل، إضافة لاستعدادات جيشنا الباسل البطل، وإضافة لاستعدادات التشكيلات المسلحة.. المدنية المسلحة في الحزب وهي تشكيلات هائلة في كل العراق، وإضافة لتشكيلات فدائيي صدام، وتشكيلات جيش.. جيش القدس، فهناك أيضاً عشرات الألوف –كما قلت- من المواطنين العراقيين يتطوعوا لأن يدافعوا كاستشهاديين عن أرضهم وعرضهم وشرفهم، ولكننا نواجه أيضاً منذ أشهر عديدة طلبات ملِّحة من ألوف من المواطنين العرب الذين يريدون أن يقاتلوا مع إخوانهم وأشقائهم في العراق....

أحمد منصور[مقاطعاً]: هذا يُكشف لأول مرة.

وزير الخارجية: ضد هذا العدو.. هذا العدو الصهيوني

أحمد منصور: هذا لأول مرة يكشف عنه.

وزير الخارجية: ترددنا نحن في.. في الكشف عن هذا في.. في البداية، لكنها أمام إلحاح ألوف من المواطنين العرب، وأقول لك من دول قد تستغرب أن تأتي منها، هناك من اتصل بنا وقال أن لديه قائمة من 20 ألف متطوِّع، وحاضرون للمجيء إلى العراق -لن أكشف عن الاسم- وينتظر الإشارة منا، وإلحاحهم على أن..

أحمد منصور: ده من دولة واحدة؟

وزير الخارجية: من دولة واحدة، نعم.

أحمد منصور: ده جيش يعني؟

وزير الخارجية: من دولة واحدة، وألوف ألوف من المواطنين العرب والمسلمين يريدون.. يريدون..

أحمد منصور: أيه مغزى أنكم كشفتم في هذه المرحلة؟

وزير الخارجية[مستأنفاً]: أمام إلحاح المواطنين العرب، هم يريدون أن يظهروا أيضاً للعالم أنهم مع العراق، هذا بالنسبة لهم موقف قومي وموقف إسلامي، وموقف إيماني أن يدافعوا عن أرض الرسالات، عن أرض الأنبياء، عن أرض أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام، عن أرض الذي احتضنت ثرى آل البيت كما هو معلوم، عن حاضرة العرب والمسلمين العراق، عن حاضرة البطل صلاح الدين الأيوبي، هذا.. هذا هؤلاء الألوف من المواطنين العرب والمسلمين ألحوا علينا، ونحن نُدِّربهم الآن ونتشرف بوجودهم، هم عامل مضاف لملايين..

أحمد منصور[مقاطعاً]: أعدادهم تصل إلى كام؟

وزير الخارجية: لا أقول لا العدد، ليس لديَّ عدد، لكن أقول لك عن العراقيين، إضافة لجيش العراق وهو معروف بأسه معروف، هناك ملايين المدنيين الآن تحت السلاح

أحمد منصور: ملايين!!

وزير الخارجية: نعم، ملايين في العراق.

أحمد منصور: بعض التقديرات تقول 7 مليون تقريباً.

وزير الخارجية: ملايين العراقيين من منتسبي الحزب ومن المدنيين ومن أبناء العشائر، في الأرياف العراقية لا حاجة للدولة لأن تعطي ابن الريف سلاحاً، لأن السلاح أساس في حياته، ولكن الكل تدرِّبهم الدولة العراقية، وتزوِّدهم بأسلحة ليست أسلحة خفيفة، وإنما أسلحة أكثر من خفيفة أسلحة متوسطة وغيرها، ولذلك نحن عندما نقول أن ثقتنا بالله –عز وجل- وثقتنا بشعبنا وبقدرات شعبنا اللامحدودة، نحن لا ننطلق من فراغ، نحن ننطلق من واقع ثابت ومن تجربة نعيشها منذ 13 عاماً، نحن سنقبر المعتدين هنا، وسنجعل المقابر ستقوم مقابر جديدة للجنود الأميركي والإنجليز، ليلحقوا بالمقابر السابقة لأجدادهم من الجنود الإنجليز الذين قتلهم العراقيون عندما لم تكن لديهم دولة، ولم تكن لديهم قيادة، الآن لدينا دولة راكزة ثابتة قوية وقيادة وطنية شجاعة بارزة تمرَّست في.. في.. في الدفاع عن.. عن قضايا الوطن، وهي تدافع عن الوطن منذ 13 عاماً تخوض الحرب ضد العدوان الشرس الاستعماري الصهيوني البريطاني الأميركي.

أحمد منصور: في ظل فتوى الأزهر الأخيرة بأن الدفاع عن العراق أصبح فرض عين في حالة احتلال القوات الأميركية، فتاوى صدرت من السعودية، من أنحاء مختلفة من العالم، أنتم كشفتم أمس عن وجود آلاف المتطوعين العرب، هل معنى ذلك أنكم تفتحون الباب للمتطوعين العرب والمسلمين من أنحاء العالم للمجيء للدفاع عن العراق؟

[فاصل إعلاني]

أحمد منصور: معالي الوزير، هل إعلانكم أو كشفكم لسر وجود آلاف من المتطوعين العرب الذين جاءوا للاستشهاد في مقاتلة القوات الأميركية إذا غزت العراق، يعني أنكم تفتحون أبواب العراق لمن أراد من المتطوعين؟

وزير الخارجية: ليس من حقنا أن نحرم العرب والمسلمين في أن يدافعوا عن أرض مقدسة بالنسبة لهم، أرض العراق مقدسة للمسلمين في كل العالم، والعراق بالنسبة للعرب هو.. هو مركز الحضارة العربية والإسلامية، والعراق عزيز على كل العرب، لم يقصِّر في شأن عربي، العراق هو مفتاح العزم ومفتاح القوة، ومفتاح القدرة العربية، وهذا هو التاريخ، بتسأل عن التاريخ، فنحن ليس من.. من حقنا أن نحرم عربياً أو مسلماً في أن يدافع.. من أن يدافع عن عما يعتبره أمراً مقدساً بالنسبة له، ولذلك فتحنا الباب، ونفتح الباب لكل المواطنين العرب، لأننا انطلاقاً من هذا نقول إن من حقهم أن يقاتلوا دفاعاً عن العراق، ومن واجبنا أن نفتح لهم المجال وأن نؤهلهم لهذا، ولذلك نحن نستقبل المئات يومياً من هؤلاء المواطنين الذين يأتون إلى العراق، وهناك أجانب ليس العرب فقط، هناك أجانب يلحون علينا، ولكن نحن نقول أن هؤلاء الأجانب يأتون كدروع بشرية نوزعهم على الأماكن المدنية وهم..

أحمد منصور: حتى الأجانب يأتون يلحون في أن يقاتلوا إلى جواركم؟

وزير الخارجية: هناك مواطنين يريدون هذا، ولكن نحن نكتفي بأن نقول أنكم كدروع بشرية تعملون في.. في إطار مهمة حماية المنشآت المدنية، والآن يوزعون هم على المنشآت المدنية، ومئات يأتون من.. من كل بلدان العالم من اليابان إلى الدول الغربية، وهذا هو التعبير عن إنسانية المعركة التي يخوضها العراق ضد هذا الطغيان، والتعبير عن البعد الإنساني لهذه القضية، هذه القضية لا تخص العراق، تخص العرب والمسلمين وتخص الإنسانية جمعاء، لأن هذا التهديد الأميركي الصهيوني -كما قلت- يرمي إلى نسف كل ما أسسته البشرية في.. في تقدمها الحضاري في تأريخها من أساس من ثمرة لعلاقات تقوم وفق القانون الدولي.

أحمد منصور: أما تعتقدون أنكم بهذا تعطون مبرراً قوياً للولايات المتحدة لاتهامكم بأنكم دولة تفرِّخ الإرهاب الآن وعلناً تعلنون هذا؟

وزير الخارجية: هذا ليس إرهاب، نحن ندافع عن أنفسنا، من يدافع عن نفسه يسمى إرهابياً؟! الإرهاب هو من يأتي..

أحمد منصور: تجمعون من.. هؤلاء من أنحاء العالم حتى يصبحوا مشاريع إرهابية بعد ذلك.

وزير الخارجية: نحن لا نجمع أحداً من العالم، المواطنون العرب والمسلمون من حقهم أن يدافعوا عن العراق، ونحن لا نريد أن نحرمهم من هذا الحق، هم يدافعوا عن أرض العراق أمام عدوان، المعتدي هو الإرهابي، من يعتدي على العراق هو الإرهابي، الولايات المتحدة هي سيدة الإرهاب في العالم، وإذا عُدت إلى الوراء تجد أن كل الأنظمة الإرهابية وكل المشاريع الإرهابية في العالم تجد أساسها في وكالة المخابرات المركزية وفي عمل الإنجليز، وتعلم أن الإرهابيين الصهاينة، من الذي أسس الإرهاب الصهيوني ورعاه؟ الإنجليز ورعته الولايات المتحدة من ذاك الحين حتى الآن.

أحمد منصور: الآن (رامسفيلد)، (تينت)، مسؤولين أميركيين كثيرين قالوا: إن قرار أميركا بشن الحرب على العراق قد اتُخذ، ولا رجعة عنه، هل تعتقدون أيضاً أنتم أن الحرب أصبحت حتمية على العراق؟

وزير الخارجية: هو لا يوجد شيء حتمي مثل ما.. ما يقال الحرب، كلام المسؤولين الأميركيين يعني هو معد في إطار حملة من الحرب النفسية الشديدة على العرب والمسلمين وعلى دول العالم المختلفة لإرهاب دول العالم، هم يرهبون دول أوروبا، وتعلمون عندما وقفت ألمانيا وفرنسا ضد نزعة الغطرسة وجنون القوة التي تتصرف بها الولايات المتحدة، قالوا: هذه دول قديمة، قال الفرنسيون: نحن نعتز أننا قدماء، فالولايات المتحدة.. مسؤولو الولايات المتحدة، الحكام يخوضون حرباً نفسية ضارية لإرهاب العالم، وهذا جزء من الحرب النفسية، ما هو الحتمي في عدوان يشن على دولة أخرى لا.. لم ترتكب شيئاً ضد.. ضد دولة العدوان المعتدية، أو دولتي العدوان المعتديتين بريطانيا وأميركا، لا يوجد شيء اسمه حتمي في هذا الشيء.

ردود الفعل العراقية تجاه المخططات الأميركية لاحتلال العراق وإسقاط نظامه

أحمد منصور: "ديلي إكسبريس" البريطانية ومعها صحف أخرى قالت: إن الحرب ستبدأ في 17 مارس، وتنتهي في 10 أبريل بنصر مؤزَّر للأميركان.

وزير الخارجية: هذه أضغاث أحلام، المخيِّلة المريضة لتجار الشر الصهاينة في الإدارة الأميركية ولتابعهم بلير يحلمون بهذا، وهذا wishful thinking يعني تسمى، هذه أحلام وأمنيات مريضة ستنتهي بالنصر للعرب والمسلمين والعراقيين في مقدمتهم، وهذا ما نحن نراه ونلمسه بيدنا، والمستقبل كفيل بأن يعطي هذا الدليل الواضح.. الشاهد الواضح للعالم كله أن العراق سيقبر المعتدين هنا ويجعل منهم..

أحمد منصور[مقاطعاً]: بأي شيء ستقبرهم معالي الوزير؟ على مدى 13 عاماً تجردون من أسلحتكم، حتى الآن صواريخ صمود 2 يتم تدميرها، ما الذي بقي لديكم لمواجهة أم القنابل التي جربتها الولايات المتحدة أمس والقنابل الإشعاعية وعشرات من أنواع القنابل التي من بعيد سترمى عليكم.

وزير الخارجية: كلها جربوها معنا في الـ13 عاماً الماضية، كلها جربوها، وكلنا.. كلها قاتلناهم وواجهناها في 13 عاماً، ليس جديداً ما تريد أن تستخدمه الولايات المتحدة من أسلحة ضدنا، نحن هي تواجهنا به طيلة الـ13 عاماً الماضية، وجربت كل هذا في عدوانها عام 91، وبقي شعب العراق، وبقيت إرادته لم تُكسر، وبقيت قيادته وإرادتها لم تُكسر، وهذا هو نكسرهم بإرادتنا، بإيماننا بالله –عز وجل- وما هيأناه من أسباب لذلك للمواجهة، والحمد لله وبفضله أقول لك وأطمئن المشاهدين العرب والمسلمين جميعاً، أننا سنجعل من.. من تخوم العراق مقبرة لهؤلاء المعتدين، وسنطمس رؤوسهم بالوحل، ومَنْ يمد يده بالسوء للعراق سنقطع رأسه.

أحمد منصور: المعارضة العراقية والأميركان يقولون بأن الشعب العراقي سيخرج بالورود ليستقبل الجنود الأميركان الذين سيأتون لتخليصه من النظام الديكتاتوري في العراق.

وزير الخارجية: أولاً: يعني نقول لهؤلاء الذين أسميتهم بالمعارضة إن كانوا أصدقاء الولايات المتحدة، الولايات المتحدة في الوقت الذي تواجه فيه أعداءها بهذه الشراسة، فهي أيضاً تواجه أصدقاءها بالاحتقار وبالازدراء، ولا أريد أن أتحدث عما تتعامل به الولايات المتحدة مع أصدقائها في المنطقة، تتعامل معهم جميعاً، أما مع عملائها فتتعامل مع عملائها.. فتتعامل مع مزيد من الاحتقار والازدراء مجرد بيادق، هؤلاء أصبحوا أضحوكة، الأميركيون أنفسهم لا يحترمون هذه الرموز، هؤلاء ليسوا معارضة. هؤلاء جواسيس.

المعارضة هي المعارضة الوطنية التي تنتمي لبلدها، وهناك كثير من الشخصيات والقوى في إطار ما.. ما يسمي بالمعارضة أو يعني تسمي نفسها معارضة، ولكن هي تنتمي للعراق، تنتمي للعراق وتحافظ على أمن العراق وعلى صلة بشعب العراق وبقيادة العراق لها رأي مختلف نحن نحترمه، ولكن لا أحد في العراق ولا في الوطن العربي ولا في العالم ولا في الولايات المتحدة يحترم جواسيس المخابرات المركزية الأميركية الذين يزوِّدون المخابرات المركزية الأميركية بالمعلومات عن.. عن ما كانوا ينتمون إليه سابقاً من شعب العراق ووطن العراق، ويحثون الإدارة الشريرة الأميركية على ضرب شعب العراق، هؤلاء ليسوا معارضة، الشعب العراقي لم يستقبل المحتلين الإنجليز بالورود عندما احتلوا العراق في بداية القرن الماضي.

أحمد منصور: الزمن تغير.

وزير الخارجية: لم يتغير. الإرادة.. الإرادة زادت، إرادة شعب العراق في الدفاع عن أرضه وعرضه وشرفه ودينه، زادت وتعمقت بوجود قيادة وطنية انتخبها شعب العراق وبوجود دولة عراقية حديثة قوية متينة راكزة مستتبة، تكافح الطغيان والاستعمار والاحتلال والعدوان منذ سنين عديدة، وليس مكافحة العدوان.. مكافحة المحتلين والغزاة أمراً جديداً على دولة العراق وعلى شعب العراق.

أحمد منصور: لكن جورج تينت (مدير المخابرات المركزية الأميركية)، ووزير الدفاع (رامسفيلد) أول أمس، تينت في 6 مارس الجاري قال: أن واشنطن نجحت في اختراق الحرس الجمهوري وأن قادة أفواج هذا الحرس في محيط بغداد على اتصال دائم مع القيادة الأميركية وينتظرون وصول القوات الأميركية، حتى يقوموا بإسقاط النظام، أما تخشون بالفعل من تحرك عسكري داخلي ضدكم؟

وزير الخارجية: هذا الأمر مثير للضحك.. مثير للضحك، أنا لا أجيب على هذا إلا بما هو.. بتكرار ما قلته لك أن أبناء العراق العاملين في بعثات العراق في الخارج، والذين يتعرضون لضغط هائل وتهديدات وابتزاز وضغوط شديدة من.. من عملاء المخابرات المركزية الأميركية، أود أن أقول أيضاً أن المخابرات المركزية الأميركية أرسلت 500 ضابط من ضباطها إلى دول العالم المختلفة، لمحاولة استمالة موظفي البعثات العراقية ومنذ أشهر تعمل على هذا، وفشلت فشلاً ذريعاً في الحصول على واحد.. مواطن واحد من هذه البعثات، ورد العراقيون الذين يعملون في دول من مانيلا إلى كذا، رد عليهم بأساليب أولاً: البصاق في وجه الأميركي في.. ثانياً: ركل المواطن الأميركي الذي يأتي إليهم أو البريطاني وجرت هذا في.. في رومانيا، مواطن عراقي تعرض له أميركي، وكان خارجاً من بيته مع ابنه، فضربا هذا المواطن، مواطن عراقي آخر دبلوماسي في القاهرة تعرض له أميركي بهذه المحاولة لاستمالته فركض وراءه ورماه بحذائه، وجرى هذا في مانيلا، وجرى في دول أخرى كثيرة، عندما يكون رد العراقيين هو هذا على هؤلاء، وهم لا يعيشون في.. في هذا الوسط المحصن.. المحصن بالإيمان ومحصن بالعائلة وبالعشيرة وبالمجتمع في داخل العراق، عندما يعيشون في الغربة ويتعرضون لكل هذا السيل الكثيف من الدعاية، عندما يكون رد العراقيين هو هذا على المحاولات الأميركية، هل يمكن أن ينجح الأميركيون فيما يدعون إليه؟ هذه أمنيات خائبة تثير الضحك عند العراقيين.

أحمد منصور: معنى ذلك أن ورطة مثل ورطة فيتنام تنتظر الأميركيين في العراق إذا فكروا بغزو العراق؟

وزير الخارجية: إن وسوس لهم الشيطان في أن يمضوا بما بيتوه من شر للعراق، نقول بالمثل العراقي: "سيأكلوها أكلة لن ينسوها في.. في تاريخ حياتهم".

أحمد منصور: لكن فيتنام كان لديها (هانوي) ليس لديكم هانوي ستطلع الطائرات من هانوي لضربكم.

وزير الخارجية: لدينا مائة هانوي كل قرية من قرى العراق الآن تتهيأ في كل مكان في داخل بغداد، أمام كل البيوت تجد خنادق، نحن هيأنا أنفسنا لقبر المعتدين، وإن شاء الله وبعونه لن يفلت معتدٍ من.. من.. يطأ أرض العراق من عقاب شعب العراق، وسيكون عقاباً صارماً، وهو عقاب الله.

أحمد منصور: هل قمتم بتلغيم آبار النفط، حتى تقوموا بتفجيرها لحرمان الأميركان من أي نقطة نفط منها ولسنوات عديدة؟

وزير الخارجية: نفت وزارة النفط هذا الكلام، بعون الله وبهمة شعب العراق لن يصلوا إلى آبار النفط

أحمد منصور [مقاطعاً]: أصبحوا قريبين..

وزير الخارجية: سندفنهم.. سنقبرهم في تخوم العراق، ستمتد مقابر الإنجليز إلى مقابر جديدة في الصحراء.

أحمد منصور: دا هم دول هينقلوا نعوشهم معاهم لأميركا، مش.. مش هيعملوا قبور هنا، إذا حد مات من عندهم.

وزير الخارجية: لن.. لن.. لن يتمكنوا من.. لن يلحقوا.. لن يستطيعوا.. لن نمكنهم من أن ينقلوا نعوشهم إلى أميركا، سيُدفنون كما دُفن الإنجليز هنا.. جنود الإنجليز كما.. كما قتلهم شعب العراق، عندما لم يكن.. لم تكن هناك دولة، لم تكن.. لم يكن هناك تنظيم واحد في الدولة العراقية، كانت عشائر مواطنين، وهزموا بريطانيا في سنة 1920 وجعلوا من جيشها مسخرة وكانوا يحاربون بالمجوار، بالمجوار هي عصا رأسها.. يوضع في رأسها كمية من القير، وحطموا المدافع البريطانية وأخذوا الأسلحة من الجنود الإنجليز، وبدءوا يحاربون بها الجنود الإنجليز وقتلوهم، وحاصروهم في (الكوت) وحاصروهم.. وهذا تاريخ يعني لو هذا المهووس هذا.. لا أريد أن أسميه أكثر ما سماه البريطانيون بلير لو قرأ تاريخ أجداده، لعرف هذا، لو قرأ هذا المهووس المدمن (بوش) تأريخ البريطانيين في العراق، لعرف الكثير ولتورع ولما مضى في.. فيما يطلقه من خيال مريض لمدمن كان الناس يأملون أنه.. أنه.. أو أنه أوقف هذا الإدمان أو توقف عن إدمانه، ولكن يبدو أنه ما يزال مدمناً.

أحمد منصور: إذا قامت المعركة –لا قدَّر الله- كم تتوقعون مدتها؟

وزير الخارجية: لا، نحن ما نريد أن نؤكده..

أحمد منصور [مقاطعاً]: هل أنتم مستعدون لمواجهة طويلة الأمد؟

وزير الخارجية: نحن نواجه الحرب الأميركية- البريطانية بشقيها الاقتصادي والعسكري، وبكل العوامل الساندة الأخرى الدبلوماسية والمالية ونواجهها منذ آب 1990 حتى الآن.

أحمد منصور: هذه معركة مختلفة.

وزير الخارجية: لن تكون مختلفة من حيث الجوهر عن هذه المعركة، وسنواجهها حتى لو تطلَّب الأمر 20 سنة أخرى، سنواجهها بالبأس نفسه وبالعزم نفسه، وكما قلت لك سنحيل تخوم العراق إلى مقابر ومن يمتد بالسوء.. من يمد يده بالسوء لشعب العراق سنقطع رأسه.

الرؤية العراقية لأسباب الحرب الحقيقية ومستقبل العراق والمنطقة

أحمد منصور: أنتم كحكومة عراقية هل تدركون الأسباب الحقيقية لهذه الحرب التي تزمع أميركا شنها عليكم؟

وزير الخارجية: كلمتان. الحقد والطمع، حقد صهيوني على.. على العرب والمسلمين وعلى العراقيين في المقدمة لأسباب تاريخية تمتد إلى أكثر من 5 آلاف عام إلى أيام بابل وآشور، وطمع بثروات العراق وثروات المنطقة هذان العاملان هما أساس هذه الهجمة الاستعمارية الصهيونية –الأميركية وما تعلنه واشنطن، واشنطن تقول.. نفسها تقول: أنها تريد تغيير خارطة المنطقة، تريد أن تخلق دويلات طوائف في هذه المنطقة تريد أن تخلق كيانات صغيرة متطاحنة يديرها (شارون) بالريموت كنترول.

هذا ما.. ما.. ما تحلم به هذه الإدارة الشريرة الصهيونية في الولايات المتحدة أنا عندما أقول صهيونية ليس هذا وصفاً دعائياً، وإنما خذ عدد المسؤولين الصهاينة في الإدارة الأميركية، كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية من الصهاينة عددهم أربعاً وثلاثين.. أربعة وثلاثين صهيونياً، وعندما بوش يعتبر مجرم الحرب شارون رجل سلام ونموذج لرجل السلام، فماذا تتوقع منه؟ هم ينفذون أجندة صهيونية وضعها شارون، هدفها السيطرة على هذه المنطقة، وفي الوقت نفسه يحققون ما.. ما تطمع به المصالح الأميركية من.. من سيطرة على ثرواتنا خذ أنت المسؤولين الأميركيين بوش ينتمي إلى مَنْ؟ ينتمي إلى عائلة شركات نفط، (تشيني) رامسفيلد، كل هؤلاء المسؤولين كيف جاءوا إلى السلطة؟ هل جاء بوش بالانتخابات فاز بالانتخابات الحرة أم فاز..

أحمد منصور [مقاطعاً]: حكم محكمة..

وزير الخارجية: بكثير من التدبير وحكم محكمة، وبأموال الشركات الكبرى، استمع إلى أقواله، اقرأ كتاباً صدر أخيراً اسمه "بوشيزيمز" (Bushisims) واضحك كثيراً على.. على الحِكَم الذي ينطق بها هذا، لا يعرف أن.. لا يعرف تأليف جملة واحدة، كيف وصل إلى.. للحكم؟ يمثل هذا في..

أحمد منصور [مقاطعاً]: هو يحكم العالم الآن يا سيدي.

وزير الخارجية: هو يحكم، ولكن..

أحمد منصور: سيد العالم كما يُقال.

وزير الخارجية: ليس سيداً للعالم، من يطغي ليس سيداً للعالم، وهو يحكم نفسه ويحكم إدارته، حتى الولايات المتحدة لا يحكمها، ليحكم شعبه، شعبه يرفض هذا الحكم.

أحمد منصور: معالي الوزير، ونحن على شفا حرب لا يعلم إلا الله –سبحانه وتعالى- ما الذي يمكن أن تسفر عنه، كيف تنظر إلى مستقبل العراق والمنطقة باختصار شديد؟

وزير الخارجية: مستقبلنا زاهر، والحمد لله..

أحمد منصور: في ظل هذا زاهر؟!

وزير الخارجية: في كل هذا، نعم ونحن واثقون من هذا المستقبل و واثقون من النصر، والعراق لن يكون إلا بيد أبنائه ولن يكون إلا لخير أبنائه ولخير أشقائه هذا ما نراه، ونحن نأمل من إخواننا العرب أن يدافعوا عن أنفسهم ضد هذه الهجمة وأن يعوا المخاطر التي تواجههم وأن يعي أيضاً جيراننا من غير العرب هذا، ليس في مصلحة تركيا أن تنساق وراء المخططات الأميركية، تركيا خسرت في الجانبين الأمني والاقتصادي أكثر من 180 مليار دولار خلال السنوات الـ13 الماضية، هذا الكلام لا أقوله أنا، هذا الكلام من مصدر تركي رسمي أبلغه لنا..

أحمد منصور: صح.

وزير الخارجية: ماذا ينتظر تركيا من انسياقها الآن في ذلك المخطط؟ مزيد من الويلات، مزيد من الخسائر مزيد من.. من التناقض بين الحكومة والشعب، الشعب التركي المسلم..

أحمد منصور [مقاطعاً]: هكذا قال أربكان في حلقته معنا الأسبوع الماضي..

وزير الخارجية: يرفض هذا.. يرفض هذا، الشعب التركي المسلم يرفض هذا، وهذا اليوم شهدنا في.. في القنوات ومنها (الجزيرة) المتظاهرين الأتراك يريدون مهاجمة القوات الأميركية في الإسكندرون، إذن جيراننا أيضاً ليس من مصلحة أحد هذا العدوان ليس من مصلحة أحد في هذه المنطقة إلا إسرائيل، ليس من مصلحة حاكم، إذا توهم حاكم ما سواء في الكويت أو غيرها أنه من مصلحته هذا العدوان، فهو واهم، هو من مصلحة إسرائيل فقط.

أحمد منصور: معالي الوزير، السؤال الأخير وفي كلمة محدودة. ما هو في تصوركم الشيء الذي يمكن أن يحدث ويمنع وقوع الحرب في هذه اللحظات الأخيرة؟

وزير الخارجية: أنا أعتقد أن اشتداد الموقف العالمي الرافض للحرب و.. أو اشتداد الضغط وتصاعد الضغط العالمي على الإدارة الشريرة الأميركية سواء في أوروبا أو في غيرها، الضغط المعارض للحرب والضغط المتمثل في السلام، سيؤدي إلى ضغط شديد في بريطانيا على بلير تابع بوش، مما يؤدي إلى خلق صعوبات كبيرة أمامه، وهو الآن –كما تعلمون- يواجه مشكلة التنحي الآن يطالب الكثيرون في بريطانيا ومنهم مسؤولون في حزبه، بتنحيه عن.. عن إدارة البلاد، لأنه يقود بريطانيا في مجاهل.

أحمد منصور[مقاطعاً]: أشكرك معالي الوزير، في ثوان.

وزير الخارجية: شكراً جزيلاً، أقول: الضغط العالمي، ضغط العرب.. موقف شديد من العرب ومن الجيران يحفظ أمنهم وسلامتهم ومصالحهم، هذا يمكن أن يمنع العدوان الذي سيؤثر عليهم جميعاً، ولكننا في العراق سنقبر العدوان، وأطمئن إخواني جميعاً سنقبر العدوان.

أحمد منصور: في هذا الظرف التاريخي الصعب الذي تمر به العراق واللحظات التاريخية الحاسمة أشكرك على هذا الوقت الذي منحتنا إياه، للتعبير عن وجهة نظر العراق فيما يدور من أحداث شكراً جزيلاً لك.

كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم، في الختام أنقل لكم تحيات فريقي البرنامج من بغداد والدوحة، وهذا أحمد منصور يحييكم بلا حدود من بغداد. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.